أبوظبي - تحاول شركات الذكاء الاصطناعي الولوج إلى عالم الفن وإنتاج لوحات تضاهي ما ترسمه مخيلة أشهر الفنانين العالميين، وتعد هذه الخطوة أحدث المجالات التي يسير فيها الذكاء الاصطناعي لكنه يتقدم ببطء حتى الآن. تقوم شركة غوغل بتطوير أدوات متنوعة للمساعدة في تسريع تقدم تعلم الآلة، وتعمل حاليا على تعليم برنامجها "غوغل ديب دريم" على إنتاج الاعمال الفنية باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي من خلال مسح ملايين الصور. واستطاع البرنامج وفقا لمرصد المستقبل الإماراتي أن يميز بين جميع الألوان ودرجاتها ويمسح الحدود بين الأجسام وتدرب أيضا على الفصل بين جسم وآخر، وبنى فهرسا لجميع الأجسام من جميع الصور التي مسحها. وقام بتصنيف الأجسام المتشابهة بعد أن توصل لطريقة لترتيبها، وتدرب على إعادة إنتاج تراكيب عشوائية من هذه الأجسام. وأنتج في النهاية من الصور العشوائية نموذجا للوحة فنية فريدة تشبه اللوحات التي تبتكرها المخيلة البشرية وربما تفوقها أيضا. ويطرح توجه الذكاء الاصطناعي إلى إنتاج الفن أسئلة تتعلق بالملكية الفكرية: لمن تعود ملكية هذه اللوحات والصور؟ فالبشر يملكون ما يصممون وينتجون، لكن من يمتلك إنتاجا من إنتاج آخر؟ وإذا كان للشركات التقنية التي تنتج الذكاء الاصطناعي الحق في امتلاك ما تنتجه برامج تعلم الآلة فإنه ومع مرور الوقت ستستحوذ هذه الشركات على كل شيء، ذلك أن الذكاء الاصطناعي في المستقبل سيتولى كل شيء كما يتوقع الخبراء. ربما من المبكر التفكير بهذه الأسئلة لكنها ستصبح ملحة جدا وبحاجة إلى أجوبة عندما يبدأ الذكاء الاصطناعي بإنتاج برمجيات، وينشر قصصا إخبارية، وينتج أدوات تشخيصية ولوحات فنية وغيرها، وعندما يتمكن خلال بضعة أسابيع أو ربما بضع ساعات أو دقائق من إتقان ما يحتاج البشر لحياة كاملة لإنجازه. ومع انتشار الروبوتات واحتلالها جزءا كبيرا من حياتنا فإنه من الواضح أن لها حقوقا صار من الضروري التفكير مستقبلا بوضع قوانين وسياسات خاصة به.
مشاركة :