الحكم الملكي في العراق (2) - مقالات

  • 4/6/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من هم الملوك الذين حكموا العراق؟ هم ثلاثة لا غير.الملك فيصل الأول مؤسس الدولة العراقية الحديثة، ولد عام 1883 في الحجاز وبالتحديد في الطائف، وعاش 50 سنة فقط، وأصبح ملكا على سورية من 1918 إلى 1920، ثم ملكاً على العراق لمدة 12 سنة حتى 1933، وأبرم اتفاقيات، البعض يراها مشينة والبعض يراها واقعية، مع الإنكليز، ومع الصهاينة، وبالتحديد مع وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية 1919.ومع ذلك عمل الإنكليز والصهاينة على التخلص من الملك فيصل الأول وقتلوه بالسم، لأنهم كانوا يريدون منه التنازل أكثر.وجاء بعده ابنه الملك غازي الذي تسلم الحكم حتى 1939، وكان ذو ميول وحدوية عروبية، ورفض الوصاية البريطانية، ووقف مع فلسطين ضد الاحتلال البريطاني، فحاول الإنكليز التخلص منه بأسرع ما يمكن. وتشير الوثائق البريطانية المعلنة حديثاً، إلى وجود مراسلات بين السفير البريطاني في بغداد موريس بيترسون وبين الحكومة البريطانية للتخلص من الملك غازي، الذي لقى حتفه باصطدام سيارته في عمود، لكن وجدوا رأسه قد تعرض لضربة بآلة حادة من الخلف.ثم جاء الملك الثالث والأخير فيصل الثاني ابن الملك غازي، الذي تسلم الحكم 1939 وكان قاصراً، وما إن بلغ الرشد، حتى لم يمهله الانقلابيون، وتم قتله في القصر مع جميع أفراد أسرته في 14 يوليو 1958. وإلى يومنا هذا، تذكر الوثائق أنه لم تصدر أي أوامر من قيادة الانقلاب بتصفية الملك وأسرته، وما زالت حتى اللحظة الأوامر من جهة مجهولة!إن من أهم إيجابيات الملكية العراقية كان تخصيص 70 في المئة من الموارد النفطية للإعمار، وشهد العراق نهضة غير مسبوقة من المشاريع الانشائية للبنية التحتية، كالشوارع والجسور والمصانع والمدارس والجامعات وغيرها.وتسلم حزب البعث مقاليد الحكم، إلا أن الحروب والحصار أضعفا الدولة. وجاء الاحتلال الأميركي ليقضي على البنية الأساسية للدولة، ويساهم في زيادة الفساد ويُمكّنه من مفاصل الدولة.ونؤكد أنه لن تقوم قائمة للعراق ما دام الفساد ينخر في الجسد، ليجعل الفرات يباب ودجلة خراب، لذلك نرفع تحية إلى الشعب العراقي الأبي الذي يواجه الفساد بأجساده العارية وعزيمته الثابتة، وحتما سيعود العراق مهد الحضارات أفضل مما كان، بإرادة شعبه الحر وعزيمته القوية.aalsaalaam@gmail.com

مشاركة :