«محبس»... كلمة تحمل أكثر من عنوان. فهي إعلان عن الارتباط بالخطوبة أو الزواج... أو مكان يقبع فيه المجرمون وحتى المظلومون وهو السجن. هذا العنوان اختارته المخرجة اللبنانية صوفي بطرس لفيلمها الجديد، والذي يعرض في دور السينما الكويتية اليوم.بطرس كشفت في حوار مع «الراي» عن أن الفيلم يتطرق إلى العلاقات اللبنانية السورية، وما حملته من شوائب وعنصرية منذ وقت الحرب وأيام الوجود السوري في لبنان، ولكن من خلال حكاية اجتماعية تربط بين عائلتين وعن طريق زواج شاب وفتاة، مشيرة إلى أنه آن الآوان للإفراج عنها والحديث عن مثل هذه الأمور حتى يتم تخطيها والتقدم بعيداً عنها.وأضافت: «تناولت الموضوع من خلال منطقة إيجابية وبشكل متوازن، والدليل أن النجوم المشاركين مثل بسام كوسا ونادين خوري وجوليا قصار كانوا متحمسين للموضوع بشكل كبيرة»، ملمحة إلى أنها لم تخف من التطرق إلى هذا الموضوع، «لأن الهدف هو أن تكون هناك رسالة مما حملته هذه الأيام.• فيلم «محبس» يتطرق إلى العلاقات اللبنانية السورية... هل من الجانب الإجتماعي والإنساني فقط أو هناك تلميح لفترة الوجود السوري في لبنان؟ ـ بالنسبة إليّ، «كله تابع لبعضه»، سواء الشوائب التي تخيم على العلاقات الإجتماعية اللبنانية - السورية منذ حقبة الحرب اللبنانية وأيام الوجود السوري في لبنان وما حملته من بشاعة لا يمكن فصلهما عن بعض.• ولماذا الدخول في هذا الملف الآن من خلال السينما؟ ـ لأن الموضوع يهمنا. فحتى لو يزعجنا، لا بد من الحديث عنه، كي نخرج منه ونتخطاه ونتقدم ولا نقف نتفكر فيه.• لكن حتى وقت قريب كان هناك خوف على من يقترب من هذا الملف في العلن. هل شعرت بذلك أم الزمن تغير؟ ـ الموضوع المطروح يتم تناوله بطريقة جيدة وليس فيه خطورة على أحد. فهو يقول إن هذه العلاقة فيها الكثير من الشوائب، والفكرة العامة هي فكرة إيجابية والاعتدال بين اللبنانين والسوريين. ولكن هناك مرآة كيف كان الشعبان ينظران بعنصرية إلى علاقتهما في وقت من الأوقات. فالموضوع حساس، لكن هناك توازناً ولم أتطرق إلى الأمر بطريقة تؤذي أي طرف.• هل تردد بعض الممثلين بالمشاركة في هذه التجربة أو كانت لديهم وجهة نظر مغايرة؟ ـ بالعكس، كل من شاركوا في»محبس»كانوا مقتنعين... وإلا لم يشاركوا.• ما هي الرسالة التي يحملها الفيلم تحديداً؟ ـ كل شيء أردنا الحديث عنه في هذا العمل قدمناه بشكل كوميدي من خلال نظرة على العلاقة اللبنانية السورية على المستوى الاجتماعي بين عائلتين وبطريقة غير مباشرة. وضعنا كل الشوائب التي تخيم على هذه العلاقة، وهذا نابع من سواد الحرب، ولكنني أفضّل أن يشاهد الجمهور العرض ليتعرف أكثر عما يحمله، لأننا عملنا المستحيل حتى لا نكون مباشرين أو واعظين ننظّر على الناس.• لماذا يربط البعض تجربتك بتقليد نادين لبكي، بالرغم من اختلاف الأفكار؟ ـ قد يكون لأننا قادمتين من عالم الفيديو كليب، لكن كل منا له خط ولغة مختلفة، ولا يوجد تشابه إطلاقاً في التجارب، وأكنّ لنادين كل احترام وهي كذلك.• هل هناك تشابه بين لغتي الفيديو والسينما؟ ـ الكليب والسينما من الصعب أن يكونا مدرسة واحدة، ولكنهما يتشابهان في أماكن معينة إذا حاول المخرج أن يروي القصة. لكن الفيلم السينمائي هو حمل كبير على مدى أيام طويلة من العمل، إذ يتم تحضيره قبل أربعة شهور ثم تصويره الذي قد يصل إلى شهرين بالحماسة نفسها والاندفاع والقوة وإدارة مجموعة من الناس واتخاذ قرارات، ومن ثم العمل على مدار عام كامل حتى يصل الفيلم إلى الناس بشكل جيد. فهو وحش كبير عندما يقارن بالفيديو كليب الذي يستغرق تصويره أيام قليلة، وهذا العمل الذي نراه أمامنا اليوم ثمرة عمل 3 سنوات ونصف السنة.• العالم العربي يعيش لحظات صعبة. هل الوقت مهيّأ الآن لتقديم مثل هذه التجارب ومن أين يأتي الدعم؟ ـ أولاً، علينا أن نستثني مصر من هذا الأمر، لأن لديها صناعة سينما منذ زمن، لكن كل سينمائي عربي يريد الدخول في تجربة سينمائية في هذا الوقت، يعني أنه يخوض نضالاً وصعوبات، لأن المِنح الموجهة للسينما محدودة، وهي تأتي من جهات معينة لنوع معيّن من الأفلام، ولا توجد صناعة متكاملة سوى في مصر ولا توجد ثقة للجمهور في أي فيلم عربي آخر. ولذلك، إنفاق أموال وعودتها مرة أخرى عملية صعبة، فالقضية تحتاج نفساً طويلاً، ومن يدخل هذا المجال سيظل أربع سنوات أو أكثر حتى يستطيع أن يعمل على تجربته. ولكن العمل في السينما هو نتيجة شغف وحب ورسالة. وأنا شخصياً سعيت كثيراً مع الكاتبة المنتجة ناديا عليوات من أجل توفير تمويل لهذا الفيلم، وفي الوقت نفسه لم نضع تكلفة عالية حتى نستطيع الوصول إليها وجمعها مرة أخرى.• هل سنشهد على مرحلة تنتعش فيها السينما العربية واللبنانية تحديداً؟ ـ سأتحدث عن التجربة اللبنانية، لأنني من خلال تجربة «محبس» أجد أن هناك تفاعلاً من الجمهور، خصوصاً عندما يكون هناك موضوع وفكرة جيدة، إذ يكون هناك شغف للتعرف عليها ومشاهدتها... هذا يعطيني أملاً إذا عملت بشكل محترف.
مشاركة :