المنستير (تونس) - أحيا مئات التونسيين الخميس الذكرى الـ17 لوفاة أول رئيس لجمهورية تونس (1957-1987) الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير شرقي تونس، وسط إجراءات أمنية مكثفة. وحضر إحياء هذه الذكرى في "روضة آل بورقيبة"، وهي مقبرة خاصة بالعائلة، الرئيس التونسي، الباجي قائدالسبسي، الذي وضع إكليلا من الزهور على ضريح بورقيبة (1903-2000). كما شارك رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان)، محمد الناصر، وشخصيات عديدة، بينها أفراد من عائلة بورقيبة. وعبر قائدالسبسي، في تصريح إعلامي، عن اعترافه هو والشعب التونسي بـ"الجميل لكل ما قدمه بورقيبة لتونس، وسيما نيل معركة الاستقلال مع ثلة من رفاقه، وبنائه دولة عصرية تنعم بها تونس من أسسها تعميم التعليم". واعتبر أن "هذه التظاهرة الكبيرة هي رد واضح على التشكيك في نضال بورقيبة"، معتبرا أن هؤلاء المشككين "لا يعرفون تاريخ تونس، وسيراجعون أنفسهم، ويفصحون الحقيقة للأجيال القادمة". وفي معرض حديثه، شدد الرئيس التونسي على ضرورة أن "تسرع الدولة والحكومة بالتخفيف من وطأة بطالة أصحاب الشهائد (الشهادات) العليا (الجامعية)". وتعاني تونس من بطالة بلغت نسبتها، العام الماضي، 15.5 بالمئة. من جانبها، اعتبرت مريم بورقيبة، حفيدة الحبيب بورقيبة أن "أوفياء بورقيبة تناقصوا، ولا نخشى أن يتراجع تاريخ تونس، وليس هناك أكثر من تهميش الرّئيس الأسبق، زين العابدين بن علي، لتاريخ بورقيبة طيلة 23 سنة من الحكم (1987-2011)". وتابعت مريم: "لا نخشى من المنادين بمراجعة هذا التاريخ، لثقتنا في سيرة الزعيم الراحل". وقبل حوالي أسبوع، دعا رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، الباحثين والمؤرخين التونسيين إلى تقديم قراءة توافقية لتاريخ الحركة الوطنية التونسية، وذلك خلال ندوة فكرية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 61 لاستقلال تونس (1881 - 1956). وسنويا في ذكرى وفاة بورقيبة يتصاعد في تونس الخلاف حول تاريخ الحركة الوطنية، بين انصار تيار كان يقوده بورقيبة، واخر يوسفي نسبة إلى صالح بن يوسف عارضه وناهض تمشي التفاوض مع السلطات الفرنسية مقابل تسليم سلاح المقاومين. وولد الحبيب بورقيبة في 3 أغسطس/آب 1903، وتوفي في 6 أبريل/نيسان 2000، وهو أول رئيس للجمهورية التونسية (25 يوليو/ تموز 1957- 7 نوفمبر/ تشرين ثان 1987)، وأُطيح به من الحكم عبر انقلاب من قبل زين العابدين بن علي، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله، وحُجبت أخباره عن الإعلام حتى وفاته. وفي 25 يوليو/ تموز 1957، تم إلغاء الملكية في تونس، وإعلان الجمهورية، بخلع الملك "محمد الأمين باي"، ثم اختيار الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية. وخلال حكم بورقيبة تم إقرار اجراءات عديدة، منها مجانية وإلزامية التعليم وتوحيد القضاء ومجلة الاحوال الشخصية التي يعتبرها انصار المساواة غير المنقوصة بين الجنسية احد اهم ركائز الوضع الاستثنائي عربيا للمرأة التونسية.
مشاركة :