عدم الاستقرار الفني يقود الزمالك إلى مواصلة نزيف النقاطبعد خسارة الزمالك للمرة الثالثة على التوالي في الدوري المصري، لم تعد الأزمة التي يعاني منها الفريق أزمة مدرب أو لاعبين، حتى وإن تعاقد المسؤولون في النادي مع مورينيو أو أعادوا أليكس فيرغسون إلى التدريب، فلن يفلحوا في إنقاذ الزمالك من عثراته التي انزلق فيها لسوء الإدارة والتخطيط وعدم الاستقرار الفني.العرب عماد أنور [نُشر في 2017/04/07، العدد: 10595، ص(22)] اليد في اليد القاهرة - لم يتحرك رصيد الزمالك المصري عن النقطة 40 منذ ثلاث جولات كاملة، ولم يفلح في تحقيق الفوز منذ مباراته أمام النصر للتعدين خلال الجولة الـ20 من عمر المسابقة، وأعقبت ذلك ثلاث هزائم متتالية، على يد المقاصة بهدف للاشيء، ثم سموحة بهدفين نظيفين، وجاءت الهزيمة الأخيرة الأحد، على يد فريق الشرقية المهدد بالهبوط بهدف للاشيء، في مباراة مؤجلة من الجولة الـ21 للدوري. ولعب الشرقية مباراة جيدة تكتيكيا، وأغلق المساحات أمام مفاتيح اللعب، ونجح في خطف هدف، حصد به 3 نقاط غالية، في حين غاب عن لاعبي الزمالك الأداء المقنع وافتقدوا الأداء الجماعي. ويقبع الزمالك حاليا في المركز الرابع بجدول الترتيب ويبتعد عن المقاصة صاحب المركز الثاني بتسع نقاط، وعن الأهلي المتصدر بـ15 نقطة كاملة، وهو مؤشر على فقدان الفريق حق المشاركة في بطولة دوري أبطال أفريقيا في نسختها المقبلة، وربما لو ظل على هذا المستوى المتواضع، سيتأخر ترتيبه ويفقد أيضا حق المشاركة في بطولة الكنفيدرالية. المباراة التي تلقى فيها الزمالك الهزيمة على يد فريق مثل الشرقية الذي يحتل المركز قبل الأخير، قادها فنيا المدرب العام خالد جلال، بسبب رحيل محمد حلمي، المدير الفني للزمالك، في حين شهدها خليفته، المدير الفني الجديد، البرتغالي أوغيستو إيناسيو من المدرجات، وغادر الملعب فور إطلاق صافرة النهاية، دون الإدلاء بأي تصريح، ويعتبر إيناسيو آخر حلقة في سلسلة طويلة من المدربين، جاء بهم مرتضى منصور، منذ توليه رئاسة النادي في 2014.نحو عشرة مدربين تداولوا على منصب المدير الفني لفريق الكرة الأول بالزمالك المصري، في مدة لا تتجاوز العامين وتداول نحو عشرة مدربين على منصب المدير الفني لفريق الكرة الأول بالزمالك، في مدة لا تتجاوز العامين، وهي قناعة من رئيس النادي الذي صرح مرارا “بأنه لا يمانع في تغيير مدير فني كل 4 دقائق”، غير أن وجهة النظر هذه، تأتي مغايرة لفنيات كرة القدم، التي تتطلب إتاحة الفرصة أمام أي مدير فني لتطوير الفريق فنيا وخططيا، فضلا عن تحقيق الانسجام بين اللاعبين ومدربهم ولدى اللاعبين في ما بينهم من خلال تكوين تشكيلة أساسية. ووفقا لرأي العديد من خبراء اللعبة، فإن كثرة تغيير المدربين، تنعكس سلبا على أداء أي فريق، ويفقده الاستقرار الفني، وهو ما ألمح إليه أيمن منصور أحد مهاجمي الزمالك المميزين في جيل التسعينات، في حديثه لـ”العرب” إن “عدم الاستمرار مع مدير فني وتغييره بعد مدة قصيرة، لا يمنحه الوقت الكافي لوضع استراتيجيته فنية وخططية، كما أن اللاعبين أنفسهم لا يتمكنون من تفهم فكر المدرب، لأن هذه الأمور تتحقق مع الوقت والاستمرارية، ولن تتحقق بين يوم وليلة”. وأضاف منصور، أن هذا من شأنه التأثير على أداء اللاعبين، الذين يتسلل إليهم الشعور باللامبالاة، لافتا إلى أن كثرة التصريحات حول رحيل محمد حلمي، ولا سيما من بعض مسؤولي النادي، أصابت اللاعبين بحالة من التراخي، كبدتهم الخسارة في ثلاث مباريات متتالية، وظهر ذلك بوضوح أمام الشرقية أخيرا، عندما تغلب الأداء الفردي على معظم اللاعبين، خاصة المهاريين منهم. وتعتبر كثرة التصريحات من أبرز عيوب الإدارة داخل جدران نادي الزمالك، والتي تخرج دائما على لسان رئيس النادي، إما بتسريح لاعب وإيقاف آخر والهجوم على ثالث، وتمتد التدخلات إلى انتقاد خطط اللعب وإبداء الرأي في اللاعبين على شاشات الفضائيات، ومع ذلك ينفي مرارا التدخل في عمل الجهاز الفني. واعتبر طارق السيد لاعب الزمالك السابق، أن وجود المدرب الجديد إيناسيو في المدرجات، أدى إلى تعمد اللاعبين تقديم أداء فردي، لأن جميعهم كانت تتملكهم الرغبة في حجز مكان أساسي ضمن تشكيلة المدرب الجديد. وأكد لـ”العرب”، أن اللاعبين هم المخطئون وليس إيناسيو، الذي كان لزاما عليه متابعة المباراة من الملعب، للوقوف على مستوى أداء الفريق الذي سيتولى تدريبه. ولعل الهزيمة القاسية التي تلقاها الزمالك من الشرقية، وضعته في موقف لا يحسد عليه باحتلاله المركز الرابع بعد 21 مباراة، أي ما يقرب من ثلثي مباريات الفريق في المسابقة، وهو ما يعيد إلى أذهان الجماهير ذكريات المشاركات السيئة بمسابقة الدوري، فالزمالك الذي تنتظره مواجهات شرسة، أمام كل من: مصر المقاصة، المصري، طلائع الجيش وإنبي، يتساوى مع سموحة صاحب المركز الخامس في رصيد النقاط، ويبتعد عن المركز السادس بفارق سبع نقاط فقط. وإذا اختتم الزمالك المسابقة وهو قابع في المركز الخامس، ستكون هذه هي المرة الثالثة في تاريخه، وقد سبق له إنهاء المسابقة في المركز الخامس مرتين في 1975 و1994، أما إذا أنهى المسابقة في المركز الرابع فستكون المرة الثانية، حيث سبق له ذلك مرة واحدة خلال موسم (1966-1997). ويبدو أن عماد النحاس المدير الفني لفريق الشرقية سيمثل عقدة لنادي الزمالك، فقبل الفوز المفاجئ الذي حققه على الزمالك سبق له تعطيل الفريق واستطاع التعادل معه في الموسم الماضي، وقت توليه القيادة الفنية لفريق أسوان، ليفقد الأبيض نقطتين في صراع الصدارة مع الأهلي.
مشاركة :