الشارع الكروي المصري يترقب موقف اتحاد الكرة من نادي الزمالك بعد انسحاب الأخير من مباراة مصر المقاصة في واقعة أثارت الاستياء.العرب عماد أنور [نُشر في 2017/04/18، العدد: 10606، ص(22)]أرقام مبعثرة القاهرة - بات الشارع الكروي المصري يترقب موقف اتحاد الكرة من نادي الزمالك بعد انسحاب الأخير من مباراة مصر المقاصة مساء الأحد، في واقعة أثارت الاستياء وكشفت عشوائية الإدارة والتنظيم. وربما ينقذ تطبيق اللائحة على الفريق المنسحب مسؤولي الاتحاد من الاتهام بالتخاذل تجاه الأندية الكبرى ويمنع تكرار الموقف. ومجددا وضع رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هاني أبوريدة في مأزق، بعد إصراره على عدم خوض فريق الكرة الأول بالنادي مباراته أمام مصر المقاصة ضمن الجولة الثانية والعشرين من مسابقة الدوري المحلي الممتاز. وذهب فريق المقاصة إلى ملعب المباراة، وكان الزمالك يؤدي مرانه اليومي على ملعب النادي بحضور منصور، وانتظر حكم اللقاء الدولي محمد فاروق مدة 20 دقيقة، بعدها أطلق صافرة النهاية. مشهد انسحاب الزمالك ورصد الكاميرات لدكة البدلاء الخاصة بالفريق وهي خاوية، أثار استياء وغضب عدد كبير من رموز النادي، وهو ما أكده هداف الزمالك السابق عبدالحليم علي. وقال لـ”العرب” إن قرار الانسحاب يسيء لنادي عريق في حجم الزمالك، ويعتبر سقطة كبرى، ويرى أنه كان من الممكن خوض اللقاء حتى بفريق من الناشئين، في رسالة اعتراضية متحضّرة على اتحاد الكرة. وانتقد مدرب منتخب مصر الأسبق حسن شحاتة، واقعة الانسحاب ووصفها بالمؤسفة، موضحا في تصريحات تلفزيونية أن ما حدث “تصرف غريب من قبل إدارة النادي، وأن الاعتراض كان يمكن أن يكون بعدة طرق أخرى”. ووفقا للائحة، تحتسب نتيجة المباراة (2-0) لصالح المقاصة، ويتعرض الزمالك لعقوبة مالية قدرها نحو 10 آلاف دولار، فضلا عن خصم ثلاث نقاط أخرى من رصيده مع نهاية المسابقة. وأثيرت تساؤلات حول ما إذا كان اتحاد الكرة سينفذ العقوبات ضد الزمالك أم سيرضخ مسؤولوه مرة أخرى لضغوط مرتضى منصور والموافقة على إقامة المباراة الثلاثاء، وفقا لوعد حصل عليه رئيس الزمالك، على حد قوله، من رئيس اتحاد الكرة. ابتعاد عن المنافسة ابتعد الزمالك تماما عن المنافسة على لقب هذا الموسم، بل ابتعد أيضا عن المنافسة على المركز الثاني. ويقبع الفريق بالمركز الخامس في سلم ترتيب المسابقة برصيد 40 نقطة، وتفصله 14 نقطة عن المقاصة صاحب المركز الثاني، و24 نقطة عن منافسه التقليدي الأهلي المتصدر بـ64 نقطة. ما يدور في الوسط الكروي المصري يكشف سوء التنظيم والمحاباة للفرق الكبرى، كما يؤكد تكرار ضغط المباريات وأصر مرتضى منصور على تلقيه وعدا من رئيس اتحاد الكرة بإقامة المباراة الثلاثاء بدلا من الأحد. وقال في تصريحات تلفزيونية إنه سيذهب في هذا الموعد إلى ملعب المباراة، غير أنه في حالة رضوخ اتحاد الكرة لمطالب رئيس الزمالك، وإقامة المباراة في هذا الموعد بعد موافقة فريق المقاصة، فستتطرح أزمة أخرى تتمثل في كون الزمالك يرتبط بمباراة مؤجلة عن الجولة الثانية أمام طلائع الجيش والمقرر إقامتها في اليوم التالي، الأربعاء، وفقا لجدول المسابقة، فهل سيلعب الفريق مباراتين في يومين متتاليتين؟ ما يدور في الوسط الكروي المصري يكشف سوء التنظيم والمحاباة للفرق الكبرى، كما يؤكد تكرار ضغط المباريات الذي يواجهه جدول المسابقة في كل موسم دون الوصول إلى حلول، ما يجعل لجنة المسابقات مهمومة بإقامة المباريات تحت أي ظرف. رئيس الزمالك الذي منع لاعبيه من الإدلاء بتصريحات حول واقعة الانسحاب، ملأت تصريحاته القنوات الفضائية مساء الأحد، وشنّ هجوما ضاريا على مسؤولي اتحاد الكرة، وتحدى أن يستطيع أحد معاقبة الفريق الأبيض. وقال “إن اتحاد الكرة أخطر ناديه السبت بإقامة المباراة في اليوم التالي”، ملوّحا بورقة حل اتحاد الكرة بحكم قضائي، ما يجعل جميع قراراته باطلة، وهدد باللجوء إلى الاتحاد الدولي للكرة “فيفا”، وإن وصل الأمر إلى إيقاف النشاط الكروي وإلغاء مسابقة الدوري. وفي قراءة للمشهد هناك عدة أسباب صنعت هذه الأزمة، ولا تزال أزمة مباراة المقاصة السابقة تلقي بظلالها على الأحداث، حيث شهدت المباراة الأولى تعمد مدافع المقاصة أحمد سامي، لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء وعدم احتساب الحكم جهاد جريشة ركلة جزاء، وقتها تمسك رئيس الزمالك بعدم خوض أي مباريات حتى يوم 31 مارس الماضي بعد تهديداته بالانسحاب. واستجاب اتحاد الكرة لتهديدات رئيس الزمالك ما أربك مواعيد مسابقة الدوري رغم الارتباط بانطلاق البطولة العربية للأندية في مايو المقبل، ولعل استسلام اتحاد الكرة لتهديدات رئيس الزمالك، جعلت الأخير يزيد من تهديداته ويلوح في كل مرة بالانسحاب. أزمة الشركة الراعية ما أشعل غضب مرتضى منصور أيضا أن قناة “أون سبورت” الرياضية، المملوكة للشركة الراعية لاتحاد الكرة (بريزنتيشن)، وراء تأجيل لقاء المقاصة لمدة أربعة وعشرين ساعة، كي تفسح المجال لإذاعة مباراتي المصري مع كمبالا سيتي الأوغندي، وسموحة مع بيدفيست الجنوب أفريقي ببطولة الكنفدرالية، وكان من المقرر إقامتهما في اليوم ذاته، وحصلت القناة على حقوق البث للمباراتين، ما جلب لها الملايين من المشاهدين وأموال المعلنين. وقال بكري سليم مدير النادي لـ”العرب”، إن ناديه التزم بقرار اتحاد الكرة ورفضه طلب التأجيل، وذهب فريق الكرة إلى ملعب المباراة كي لا يتعرّض للعقوبات، لافتا إلى أن إدارة ناديه لا تمانع في إقامة المباراة في موعد آخر، غير أن هذا التصريح يزيد موقف اتحاد الكرة حرجا أمام عدم ممانعة الطرفين في إعادة اللقاء، لتبقى الحيرة تلف مجلس هاني أبوريدة حول تطبيق اللائحة على أحد قطبي الكرة في مصر أو الموافقة على إعادة اللقاء.
مشاركة :