من منا يصدق أن الكويت التي عرفها القاصي والداني بتسامح شعبها وحبهم لبعضهم وتعايشهم مع الآخرين بود ومحبة يصبح اليوم شعبها فاجراً في خصومته ومبغضاً لأهله وناسه، ويرفض بعضهم التعايش مع بعض بحجج طائفية وقبلية وعنصرية؟ من منا يصدق أن الكويت التي جمعت السني والشيعي والقبلي والحضري ليشكلوا سيمفونية وطنية جميلة يتغنى بها الجميع، شعارها الوطن للجميع، تصبح طائفية وقبلية وعنصرية يرفض كل منهم الآخر، ويحاول تهميشه والتشكيك في ولائه ومواطنته؟ من منا يصدق أن الكويت التي عُرِف عن أهلها فعل الخير وحب الغير ونجدة الشعوب ومساعدة الضعفاء والفقراء تصبح مختلفة على الأعمال الخيرية والإنسانية بين مؤيد ومعارض، وفقاً لمنظور طائفي وفئوي وخصومات سياسية وانتخابية؟ من منا يصدق أن الكويت التي عُرِف عنها الحرية والاختلاف وتقبل الآخر والصحافة الحرة والإبداع في الفن والأدب والشعر والرياضة تصبح في آخر الدول في كل هذه المجالات؟ من منا يصدق أن الكويت التي تبني المدارس والجامعات والمستشفيات والمساكن للآخرين تعاني نقصاً في كل ما ذكرت؟ ومن منا يصدق أن الكويت التي كانت تحتل المراكز الأولى في كل المجالات اليوم تتراجع بصورة مخيفة وضبابية؟ يعني بالعربي المشرمح: لم تعد هذه هي الكويت التي نعرفها، والتي نريدها، والتي كنا نحلم بها، لم تعد هي الكويت التي بناها الأولون بسواعدهم ليهدمها أبناؤهم بفسادهم وعبثهم، فهل منا رجل رشيد يعي ما يحدث ليعيد إلينا الكويت كما كانت؟
مشاركة :