بعد حكم محكمة التمييز في قضية دخول المجلس، وبعد حقبةٍ سادها العبث والفوضى والفجور في الخصومة، وانتشر فيها الفساد بصورةٍ فجة ومخيفة، وظهر فيها مرتزقة وإمعات يضربون الوحدة ويقسمون المجتمع، وظروف إقليمية خطيرة، وجب تدخل الحكماء لطي هذه الصفحة المؤلمة، ليس من أجل شخص بعينه بل من أجل الكويت التي نعشقها جميعاً واحتضنتنا بكل قبحنا ومحاسننا، وتحملت عبثنا وجهلنا بأبسط معاني المواطنة. اليوم نحتاج أن نتحد ونتجاوز خصوماتنا، فلا المال سينفعنا، ولا الفساد سينقذنا، ولا الفرقة والخصومة والعناد ستوفر لنا الأمن والأمان والاستقرار، ولا العبث والفوضى وضرب مكونات المجتمع ستحقق لنا القوة والتنمية والرفاهية، وعلينا أن نتعظ من الغزو العراقي الغاشم، ونأخذ العبر من الدول التي دمرتها الطوائف والفرقة والخلاف، فالتاريخ مليء بالدروس والعبر واللبيب من قرأه وتعلم من أحداثه. الكويت بحاجة إلى وحدتنا وتآلفنا كما كان أسلافنا، فهل نرد إليها الجميل ونتفق لنحافظ عليها؟ يعني بالعربي المشرمح: أما آن الأوان لنطوي صفحة الماضي ونلملم جراحنا ونتجاوز خلافاتنا ونعيد البسمة لوجه الوطن المشرق لنحافظ عليها ونحميها من شرورنا وشرور المنطقة المشتعلة؟ أليست الكويت التي نتغنى بها ونعشقها؟ ألا تستحق منا أن نعيد لها النهار الذي افتقدته بسبب عبثنا وفسادنا؟ أليس فينا رشيد يصرخ بنا كفى عبثاً؟
مشاركة :