صحيفة وصف : يرى كتاب ومحللون سعوديون أن الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات، هي رسالة شديدة اللهجة بأن أمريكا القوية عادت في عهد الرئيس دونالد ترامب، للردع في سوريا وأي مكان، بعد سنوات الضعف على يد الرئيس السابق باراك أوباما، وأن جرائم الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه لن تمر دون محاسبة، وأن القرار في سوريا لن تنفرد به روسيا وإيران، ويعبر الكتاب عن آمالهم أن تستثمر الضربة سياسياً، في مفاوضات تنتهي بإزاحة بشار، كبداية للحل في سوريا.أمريكا تتحركوفي مقاله “أمريكا تتحرّك!”، يصف الكاتب والمحلل السياسي أحمد الجميعة الضربة الأمريكية ضد قاعدة الشعيرات بأنها رسالة ويقول: “رسالة بليغة وعميقة ومهمة في توقيتها، وتحمل مؤشرات جديدة، أهمها أن الرئيس “ترامب” أراد أن يبعث بها إلى الداخل لكسب التأييد الشعبي، وأيضاً للمجتمع الدولي كجزء من قوة وهيمنة وعدالة أمريكا، وللروس تحديداً من أن القرار في سوريا لا يزال يخضع للمساومة والمصالح، ورسالة أخيرة للرئيس السوري من أن مستقبله في الحكم مهدد، وربما لم يعد له مكان في المعادلة السياسية المقبلة”.ويضيف “الجميعة”: “ما يمكن قوله حالياً أن الأزمة السورية في منعطف مهم، والأمريكان وصلوا إلى قناعة بأن القضاء على الإرهاب يبدأ من إزاحة نظام بشار الأسد، وقطع يد إيران التدميرية في المنطقة، وعزل روسيا عن القرار الأحادي، وجرّها إلى حسابات جديدة تتخلى فيها عن الأسد مقابل مصالحها في مياه البحر المتوسط”.فلتعد أمريكا عظيمة مرة أخرىوفي مقاله “نعم.. فلتعد أمريكا عظيمة مرة أخرى!”، يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد آل سلطان: “نعم فلتعد أمريكا لعظمتها وقيمها ومبادئها الحضارية الإنسانية ومهمتها الكبرى في حفظ الأمن والسلم العالميين، نعم فلتعد أمريكا عظيمة تنتصر للإنسان المسالم المظلوم من النزعة الحيوانية المتوحشة عند الطغاة في هذا العالم، نعم فلتعد مع الحق ونصرة الشعوب المظلومة كما كانت في العدوان الثلاثي على مصر، وكما كانت في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وكما كانت في البوسنة والهرسك، وكما كانت في كوسوفو، وكما كانت إبان الغزو على الكويت وفي مواطن كثيرة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية”.ويضيف “آل سلطان”: “بعد أن بدد سيئ الذكر باراك أوباما هيبة أمريكا في المنطقة والعالم، وزعزع ثقة البشرية جمعاء في كل القيم والأخلاق الإنسانية التي بنيت عليها أنظمة ومبادئ هيئة الأمم المتحدة، وتغاضى عن عمد وخور وخسة عن كل حفلة العربدة المرعبة التي شيدتها روسيا وإيران ونظام بشار المجرم على جثث وجماجم الشعب السوري.. ها هو الآن دونالد ترامب.. يربح العالم ويبدأ رحلة الانتصار للحق ويبعث برسالة طال انتظارها منذ ست سنوات فيرسل 59 صاروخاً للقوى المتجبرة على شعبها بمليشيات إيران وطائرات روسيا”.“ترامب” كسر تحذيرات موسكووفي مقاله “ترامب يكسر تحذيرات موسكو”يقول الكاتب والمحلل السياسي مطلق بن سعود المطيري: “كسرت الهجمات الجوية الأمريكية على قاعدة الشعيرات العسكرية السورية صباح الجمعة التحذيرات الروسية لواشنطن عن القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري، فقد اتضح للعالم بأن خطوط ترامب تختلف كلياً عن خطوط أوباما الحمر، فالذين راهنوا على سيطرة روسيا على الأراضي السورية وعلى كل قوة دولية تريد الدخول لساحة المعركة، أضحوا اليوم يقلبون أفكارهم حول تداعيات الضربة وتوقيت وشكل الرد الروسي”.روسيا لن تردويرى “المطيري” أن “روسيا لن ترد عسكرياً على واشنطن، لأسباب خاصة بالحجج التي أدت إلى الضربة “استخدام النظام للسلاح الكيماوي” وهذه الحجج ربما تساعد موسكو على فتح قناة سياسية مع واشنطن لمعالجة تداعيات الضربة، فسوف يتجاوز بوتين الغارة العسكرية الأمريكية ويعتبرها إثباتاً للعالم بأن ترامب يختلف عن أوباما، وهذا الأمر يريده ترامب وقد تحقق، فليس أمام موسكو سوى إعلانها التمسك بنظام بشار الأسد والتأكيد على قدرته على محاربة الإرهاب، وقبوله بالتفاوض مع المعارضة المعترف بها دولياً”.قمة إزاحة “بشار”ويطالب “المطيري” بموقف عربي واضح يمهد لإزاحة بشار، ويقول: “السؤال الذي يجب أن يُطرح، هل يوجد لدى واشنطن الرغبة باستثمار هذه الضربة سياسياً؟ وتجبر على إثرها النظام وحلفاءه على قبول الحل السياسي، الذي لا يعطي لبشار دوراً في المرحلة القادمة، وخاصة أن الرئيس ترامب وصف الرئيس السوري بأنه قام بعمل ضد الإنسانية، ولكي تدفع واشنطن نحو هذا الاتجاه على الدول العربية التي لها موقف مناهض للنظام السوري وداعمة للشعب السوري أن تدعو لاجتماع طارئ لقمة عربية تعرب عن موقفها من الضربة، وتوضح كذلك موقفها من استخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد شعبه، فالمواقف الضبابية والمترددة لا تساعد الشعب السوري وتضعف المكاسب السياسية للضربة العسكرية، فبعد تكرار النظام استخدامه للسلاح الكيماوي أقل ما يمكن أن يتخذ عربياً هو موقف أخلاقي ضد النظام؛ فعدم قبوله عربياً يعجّل من إزالته نهائياً”. (1)
مشاركة :