معضلة إفلاس رصيد حسن النوايا

  • 7/31/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من المؤشرات الأساسية في الدراسات التي ترصد مستوى السعادة في دول العالم هو مؤشر ما يسمى «بالثقة البينية» أي ثقة الشعب ببعضه أفرادا وجماعات متضمنا ذلك ثقة الشعب بحكومته، وكلما ارتفع مؤشر «الثقة البينية» كلما كان الشعب أكثر سعادة والعكس صحيح، وبالنظر لواقع العالم العربي والإسلامي يبدو واضحا أن جذرا أساسيا في كل أحوال الغليان الشعبي والاضطراب هو افتقاد الشعب للثقة البينية، والسؤال الذي يطرح نفسه هو؛ لماذا شعب البلد الواحد لا يثق ببعضه؟ والجواب له شقان؛ الأول: شق ثقافي يتضمن نوعية الثقافة السائدة التي إما تساهم في تأزيم أو توثيق الثقة بين فئات المجتمع المختلفة، والشق الثاني: هو أكثر تعقيدا ويتضمن نوعية وواقع الأنظمة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية السائدة، فالرفاه وغياب القمع تلقائيا يجعل نوازع الناس العدوانية والأنانية تتراجع لصالح الأنماط الأكثر مرونة ومسالمة وإيجابية وودية مما يزيد من الثقة البينية العامة، والعكس صحيح فتأزم تلك الأنظمة التي تقولب واقع الفرد والجماعة ينعكس على أنماط الفرد والجماعة ويصبغها بصبغة تأزمه ويجعلها تنكص للنزعات الغرائزية الدفاعية الوقائية الأنانية العدوانية التي لا تثق بأحد وتتصرف كما ولو أنها تعيش في غابة البقاء فيها للأشرس والأكثر سيكوباتية وأنانية ومن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب، عندها مثل هذا المجتمع يكون قد وصل إلى حافة الانفجار الكامل على كل مستوياته وصعده من مستوى العائلة الواحدة مرورا بكل فئات وتحزبات المجتمع وليس انتهاء بالدولة. وعندها يصبح الحال كما نراه «الكل واقف لغيره على الوحدة» وأدنى شرارة تشعل حريقا لأنه لا يوجد رصيد من حسن النوايا يولد الثقة البينية التي تورث المرونة والقدرة على امتصاص أنواع الأزمات بدون الوصول لمرحلة التصرفات المتطرفة الأحادية والانفجار.

مشاركة :