ينذر Thomas Malthus أن مع ارتفاع المنتج الاقتصادي يرتفع عدد السكان حتى يصل إلى حدّ لا يمكن للناتج الاقتصادي من احتوائه وتغذيته. ومع هذا الاكتظاظ السكاني تحدث المجاعة والتي غالبًا ما تؤدي إلى الانقاص من عدد السكان الذين تدعوهم المجاعة إلى الموت.. ثم، مع النقص في عدد السكان، يعود الناتج الاقتصادي الى الارتفاع بالنسبة إلى عدد السكان لتعاود الدائرة المشؤومة الدوران. ولكن مع التقدم الهائل في التكنولوجيا الزراعية أصبح إطعام الجميع أمرًا يسيرًا وفي هذا التطور خروج من معضلة مالثوس، ولكن، على حسب قول بعض الخبراء، فإن هذا الخروج يتسبب في معضلة جديدة وهي عدم الاستقرار والزعزعة السياسية المتولدة عن الزيادة في عدد السكان- الشباب منهم خاصة- وتزاحمهم في المناطق المدنية ومطالبتهم بالزيادة من الحقوق. وهذه المطالبة قد تتطوّر لتصل الى حدّ الحرب الأهلية أو المواجهة بين النظام ومواليه والشباب مما قد يؤدي إلى المأساة. يسرد المحللون أمثلة من Albania، South Korea، Egypt، Syria، وسواها لتوضيح صحة أقوالهم. لكنني لا أرى أن في مطالبة شباب تلك الدول بالحقوق مأساة كما يراه أولئك المحللون، بل أرى أن في هذه المطالبة إذا لم تشتعل بالعنف وإتسمت بالأدب مع أصحاب القرار قد تؤدي الى الكثير من التطور الاقتصادي والذي يتقاسمه ويتلمسه الجميع خاصة إذا دعت تلك الدول الى التحاور.