أكاديميون: زيارة صاحب السمو تدعم إحداث تنمية لخدمة الاستقرار السياسي بإفريقيا

  • 4/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحظى زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، التي تبدأ غداً لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وجمهورية كينيا، وجمهورية جنوب إفريقيا، بأهتمام بالغ من جميع الاوساط السياسية والاكاديمية والشعبية. وقد أجمع أكاديميون ومختصون على أهمية زيارة حضرة صاحب السمو، أمير البلاد المفدى، الإفريقية مؤكدين على عمق العلاقات القطرية الإفريقية، وتوقعوا أن تدفع جولة صاحب السمو بعدد من الملفات المشتركة في الصعيدين السياسي والاقتصادي، مشيرين إلى أن القارة الإفريقية تذخر بالعديد من الفرص الاستثمارية لتمتعها بموارد هائلة في الأرض والمياه والأيادي العاملة، كما أنها بسبب النمو السكاني تمثل سوقاً صاعداً، مضيفين سياسة قطر الخارجية استندت على محورين الأول العمل الإنساني والإغاثة ومكافحة الكوارث، والمحور الثاني هو العمل على فض النزاعات وبالتالي سياستها الخارجية في المنطقة تصب في هذا الاتجاه، موضحين أن المشروعات القطرية في المنطقة دافعها الأساسي إحداث تنمية لتصب في خدمة الاستقرار السياسي. د. الأفندي: الزيارة ليست الأولى.. وقطر لعبت دوراً في الإصلاح بين إثيوبيا وإريتريا قال الدكتور عبدالوهاب الأفندي، مدير برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، إن قطر لديها علاقات قديمة مع المنطقة، وهذه الزيارة ليست الأولى لصاحب السمو لدول المنطقة، وقد لعبت قطر دوراً في الإصلاح بين إثيوبيا وإرتريا، معتبراً أن هذه الزيارة استمرارية لسياسات قطر تجاه المنطقة؛ إذ استندت سياسة قطر الخارجية على محورين الأول العمل الإنساني والإغاثة ومكافحة الكوارث، والمحور الثاني العمل على فض النزاعات مثل مجهودها في دارفور بالسودان، وبالتالي فإن سياستها الخارجية في المنطقة تصب في هذا الاتجاه. وأكد الأفندي أن إفريقيا لا تمثل أهمية اقتصادية كبيرة لقطر التي يمكنها الاستثمار في الدول التي بها قاعدة صناعية كبيرة، وبالتالي تدر عائدات أكبر، ولكن يمكن فهم الاستثمارات التي تقوم بها لدعم اقتصاد تلك الدول في إطار دعم الاستقرار السياسي وثيق الصلة بالاستقرار الاقتصادي، معتبراً الاستثمار القطري في هذه الدول جزءاً من سياسة التضامن القطري مع هذه الدول. وأضاف الأفندي أن العرب مطالبون بلعب دور أكبر في إفريقيا، مشيراً إلى أن إفريقيا ليس كما يقال عنها فقر ونزاعات وإنما هي قارة متطورة ونامية وبها عدد من الفرص المستقبلية، ومن مصلحة العرب أن يكون لهم حضور في إفريقيا، وأكد الأفندي أن الدول التي تشملها الزيارة تمتع بثقل واضح على مستوى القارة الإفريقية. بركات: الأمن الغذائي والعمالة أهم ملفات الزيارة قال الدكتور سلطان بركات، مدير مركز دراسات النزاعات والعمل الإنساني بمعهد الدوحة للدراسات العليا، إن قطر لديها استثمارات في عدد كبير من الدول، ويمكن أن تقرأ هذه الزيارة في إطار الاستثمارات القطرية، مشيراً إلى أن قطر علاقاتها مفتوحة مع الجميع وتسعى لمد جسور التواصل مع أكبر عدد من دول العالم، وتوقع بركات أن يكون ملف العمالة من الملفات المطروحة في الزيارة، وأضاف أن قطر أصبحت تتمتع بأسطول طيران كبير جداً، وبالتالي فإن علاقاتها ستتيح لهذا الأسطول التحرك في مساحات أوسع. وأضاف دكتور بركات أن العمل على تأمين ملف الأمن الغذائي من الأولويات القطرية، وهي تسعى لذلك عبر عدد من المشروعات في الدول، وذلك عبر الاستثمار في المشروعات الزراعية والثروة الحيوانية وغيرها من المشروعات وثيقة الصلة بالأمن الغذائي. وأكد بركات أن هنالك تحالفات سياسية جديدة تتشكل في المنطقة، وبالتالي ستطرح عدداً من الملفات السياسية في الجولة، كما توقع أن تتطرق زيارة صاحب السمو لإثيوبيا للعلاقات الإثيوبية الإرترية ولاسيَّما أن الدولتين لديهما علاقات مع دول المنطقة العربية. وتوقع بركات أن تثمر العلاقة مع جنوب إفريقيا عن الاستفادة من تجربتها في تنظيم كأس العالم ولاسيَّما أنه الحدث الأهم الذي تنتظره قطر في السنوات القادمة، وقد حظيت جنوب إفريقيا بتنظيمه قبل سنوات، ما خلق عندها تجربة لإدارة هذا الحدث الكبير. إفريقيا.. أرض الفرص الكبيرة قال أكاديمي واستشاري اقتصادي إن إفريقيا تمثل أرضاً جاذبة لرأس المال العربي للموارد الهائلة التي تتمتع بها من أرض ومياه وأيدي عاملة منخفضة الأجر، ما يغري أي مستثمر بالدخول إليها، وأكد أن الأمر الذي يميز إفريقيا في السنوات الأخيرة هو الاستقرار الكبير خلافاً لما كان موجود في الماضي، معتبراً أن توجه رأس المال إلى المنطقة الإفريقية أمر مفهوم؛ إذ يخرج رأس المال من المنطقة العربية الملتهبة. وأشار الأكاديمي إلى أن إفريقيا تتقدم بخطى ثابتة وتجتذب رؤوس الأموال من عدد كبير من الدول، وطالب بدراسة تجربة الصين في إفريقيا للدرجة التي حدت بالاقتصاديين لإطلاق ما يعرف بـ «صيينة» القارة الإفريقية، مطالباً العرب بأخذ حصتهم من هذا السوق. وأضاف أن إثيوبيا التي تسير بخطى اقتصادية قوية ومعدلات نمو اقتصادي عالية ستجتذب مزيداً من رأس المال الصناعي عند إكمالها سد النهضة الذي عده أكبر منتج للكهرباء في إفريقيا، مؤكداً أن الطاقة الكهربائية النظيفة منخفضة التكاليف مطلب أساسي للمستثمرين الباحثين عن تعظيم أرباحهم. وأوضح أن إفريقيا تعتبر أيضاً سوقاً كبيراً بسبب النمو الهائل للسكان، مشيراً إلى أن إثيوبيا وحدها بها مائة مليون نسمة، وفي ظل ارتفاع دخل هؤلاء السكان فإن بلادهم ستتحول أيضاً إلى سوق كبير. وبالتالي يمكن أن نقول إن إفريقيا هي أرض الفرص الكبيرة، فهي تعج بالموارد الطبيعية «أرض، مياه» وبالأيدي العاملة، إضافة إلى الطاقة النظيفة منخفضة التكاليف، ومن ثَمَّ ستصبح سوقاً كبيراً لاحقاً عقب الانتعاش الاقتصادي.;

مشاركة :