• يُحكى أن موظف توصيل طلبات المطعم عندما سلّم طالب الأكل في منزله ما طلبه، قال له: الحساب كذا وكذا. فمازحه الزبون بقوله: الحساب يوم الحساب! فرد عليه الموظف: صدقني الحساب اليوم أرخص من يوم الحساب أمام رب الأرباب!• السلام اليوم في سورية أرخص ثمناً من أن يُعقد في الغد أو بعده أو بعد سنين. لن تستمر جحافل المتقاتلين في الفناء إلى ما لا نهاية. سيتوقفون يوما عن سفك دماء بعضهم. لكن... ستكون الضحايا وقتها أكثر عددا وفظاعة من اليوم.• السلام اليوم في اليمن أرخص من غد. لماذا لا يؤمن البشر بحقيقة ضرورة تعايشهم واستيعاب بعضهم بعضاً! وحقيقة أن الانتصار بالقوة له ضحايا أبرياء لا أحد يملك حيال مآسيهم شيئاً غير البكاء!• الوئام في الكويت اليوم أرخص ثمناً من غد بين هذه التشاحنات السياسية والاجتماعية التي باتت ناراً تأكل ما تبقى من كينونة المجتمع. الثمن غالٍ لهذه الحروب السياسية وكل يوم تزداد الكلفة عن اليوم السابق ونحن من يدفع الثمن!• التعايش مع المختلف والوئام بين الفرقاء والرضا بنتائج الديموقراطية بل والديموقراطية ذاتها، كل هذه ثقافات لا تأتي بالقرارات أبداً. وما لم تتمتع المجتمعات بأفرادها بهذه الثقافات فلن ينتج أي خلاف إلا عن حرب، سواء كانت سياسية أو عسكرية. ولهذا فشلت ديموقراطيتنا في الكويت بعد قرابة 60 سنة من إقرارها، لانها كانت قراراً لا ثقافة شعب! ولهذا تلتهم الحروب بلادنا العربية بسبب خلافات سياسية مع أن كل هذه الدول تملك دساتير وقوانين ونظما وأحزابا لكنها لا تملك هذه الثقافة!• الدول العربية اليوم لا تسعى لترسيخ ثقافة التعايش رغم كل ما تبذله من جهود وكل ما تسنه من قوانين ورغم كل هذه الخطب والأهازيج الوطنية، ولا أدل على هذا من أن دولنا كل دولنا، كلما مرت بها السنون، زادت ثقافة الإقصاء بين شعوبها مع كل تلك الجهود، والسبب... أن ترسيخ ثقافة التعايش وقبول وتقبل المخالف تحتاج إلى هدم «قواعد كنكريت» ترسخت في ثقافات المجتمع وتحتاج إلى هدم كم غير قليل من مخلفات اجتماعية ودينية مضى على العمل في ترسيخها أجيال طويلة في عقليات الأفراد. عملية الهدم هذه تحتاج إلى شجاعة مواجهة، قد لا نملكها نحن!• السلام والوئام والتعايش ثقافة لا مجرد قرار، وهي اليوم أرخص بكثير من غد. @lawyermodalsbti
مشاركة :