حوار: نجاة الفارس سعيد البادي، كاتب وروائي إماراتي، أصدر مؤلفات عدة منها «رحلة في بلاد النارين»، و«مذكرات رحالة» و«مع ملائكة مكة»، و«المدينة الملعونة»، وأخيراً رواية «مدن ونساء»، الفائزة بالمركز الأول في جائزة الإمارات للرواية، بدأ العمل في الصحافة اليومية في جريدة الاتحاد عام1997 عمل بعدها مراسلاً متجولاً لفترة، فشارك في إعداد ملفات مختلفة، وفي تغطية كوارث ومجاعات وحروب، كان آخرها الحرب على العراق عام 2003. شغل مناصب عدة في بلاط صاحبة الجلالة، عضو مؤسس في جمعية الصحفيين في الإمارات وعضو مجلس الإدارة لعدة دورات، كما عمل مستشاراً إعلامياً لعدد من المؤسسات الحكومية. كتب سعيد البادي في مختلف أشكال العمل الصحفي من تحقيقات، واستطلاعات سياسية، وفنية، وأدب رحلات. قال سعيد البادي عن تأسيس مكتبته «عندما كنت فتى يافعاً كانت المكتبة بالنسبة إلينا مسألة مهمة، وجزءاً من مكونات المنزل، وأحد عناصر الترفيه، إن جاز التعبير، وجدت المكتبة في منزلنا بجهود الأشقاء في وقت ما من ثمانينيات القرن الماضي، ورغم حداثة السن وقتها، إلا أنني كنت أقرأ كثيراً، أكثر من الآن، كنا نشتري الكتب أو تهدى إلينا، حتى أصبح لدينا كتب كثيرة، روايات، وكتب دينية، وتاريخية، وأساطير الشعوب.وأضاف: أذكر من بين الكتب التي ألهمتني روايات كبار الكتاب المصريين، وعدداً كبيراً من الروايات المترجمة، وروايات أغاثا كريستي، وأرسين لوبين، ومجلدات ألف ليلة وليلة، وعندما كبرنا ثمة فترة ضبابية لا اذكر ما الذي حدث، اختفت تلك المكتبة، وربما استحوذ عليها أحد الأشقاء، الآن لدي مكتبة صغيرة خاصة تحتوي على كتب في التاريخ، والفلسفة، والروايات، والأساطير، ولدي كتب في المكتب وأخرى تملأ خزائن، وأدراجاً، وصناديق، في أماكن متفرقة من المنزل.أضاف: هناك عدة كتب كان لها أثر في النفس، على رأسها القرآن الكريم، فمن أراد أن يتأمل فيه، سيجد الكثير من القصص، والعبر، والحكمة، والعلم، والمعرفة، أما بالنسبة للكتب والإصدارات بشكل عام، فهناك «البؤساء» لفيكتور هوجو، و»ألف ليلة وليلة»، وبعض من روايات نجيب محفوظ، وأعمال يوسف السباعي.وينوه سعيد البادي بمكتبته القديمة التي كانت تضم كتباً نادرة ولكنها الآن لم تعد موجودة. تابع: أنا عاشق للكتب وللقراءة والمعرفة، وغالباً ما تجد كتاباً قربي، ولكن أكثر كتاب لازمني هو كتاب «الخيمائي» لباولو كويلو، فقد رافقني طويلاً، ثم وجدت كتاب «الزهير» لباولو كويلو أيضاً ولازمني في ترحالي. وأوضح من الكتب التي غيرت حياتي كتاب من تأليفي وهو بعنوان «مع ملائكة مكة»، وهو تسجيل لرحلتي إلى الأراضي المقدسة نظراً لأن الرحلة كان لها أثر في حياتي، ثم تسجيل تلك الرحلة وضعني أمام مسؤولية عظيمة، فالحياة رحلة والأماكن محطات يمرّ بها، أو من خلالها الناس، وقتها شعرت بأن حياتي تغيرت كثيراً، ربما لأنها كانت رحلة مثيرة، غزيرة، مملوءة بالدهشة والمعرفة، رحلة في الزمان والمكان، بين الماضي والحاضر، بين التاريخ والجغرافيا، رحلة جعلتني أفكر أكثر، وأتأمل أكثر، وأربط بين الأشياء بصورة أكبر، إنها رحلة مقدسة، جعلتني أرى الرابط بين السماء والأرض بوضوح أكبر. وقال لدي بعض الكتب الإلكترونية آخرها كان كتاب دان براون «شيفرة دافنشي»، وكتاب «حكايات سعودي في أوروبا»، لكنني أفضل الكتب الورقية، القراءة الإلكترونية قراءة سريعة لها أوقاتها لكن يبقى الكتاب الورقي هو أفضل رفيق، وأفضل جليس. وعن أهم مقتنيات مكتبته من الكتب المترجمة أضاف البادي: هناك الكثير من الكتب المترجمة في مكتبتي، منها لفكتور هوجو، ميغيل دي ثيربانتس، دانتي اليغيري، تشارلز ديكنز، ليو تولستوي، غابرييل غارسيا ماركيز، باولو كويلو، ولدي مشكلة مع الكتب التي لا تكون ترجمتها راقية برقي الكاتب، فأجد نفسي أصحح العبارات الركيكة التي لا شك في أنها نتاج ترجمة ضعيفة، وليست صادرة عن الكاتب، ولي قصة مع كتابين من هذا النوع، حدث أن اشتريت كتاباً مترجماً من تايمز سكوير في نيويورك، لم افهم منه شيئاً، لأن تركيزي انصرف إلى التصحيح والتصويب، ومرة أخرى اشتريت كتاباً لغارسيا ماركيز من أبوظبي، لم أكمله، لأنني شعرت بأن المترجم أساء إلى ماركيز لدرجة أنني أدركت أنه لا بد من محاكمة المترجم. وأضاف: أما بالنسبة للرف الذي يتضمن نتاجي الأدبي، فهو رف عزيز على القلب، يحوي عصارة النفس، وما يجول بداخلها من أفكار وأسفار، ذلك الرف هو المفضل لدي، وفي كثير من الليالي أعود إليه لأتفقده، وقد آخذ «المدينة الملعونة»، وأعيد قراءتها مرات ومرات، وقد أتناول رواية «مدن ونساء»، وافتحه لتغمرني حالة من الرومانسية تبقى معي لبعض الوقت.وحول الكتب التي يعتز جداً باقتنائها، قال هناك مجموعة كتب مثل «زايد من التحدي إلى الاتحاد» الذي يتناول سيرة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكتابَي «رؤيتي»، و«ومضات من فكر» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إضافة إلى كتابَي «سرد الذات»، و«تحت راية الاحتلال»، ومعظم إصدارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجميعها كتب لها مكان في القلب». أما بالنسبة للكتاب الذي قرأه أكثر من مرة، فهو رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، ويعتقد أن هذه الرواية تنطوي على شيء ما خاص بها، يجعل الشخص يعود إلى قراءتها مراراً وتكراراً، وكذلك رواية «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ.
مشاركة :