بإصرار وثوبين طويلين أفغانيات يخضن غمار السباحة

  • 4/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - من بين ثلاثين مسبحا في أفغانستان، واحد فقط يفتح أبوابه للفتيات القليلات الراغبات في خوض غمار السباحة واللواتي يصل طموحهن إلى حد الحلم بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو العام 2020. ومن بين هؤلاء، ايلينا صابوري التي عُينت على رأس اللجنة النسائية للسباحة، وهي هيئة حديثة النشأة، وتسعى هذه الشابة البالغة من العمر 25 عاما وهي طالبة في الاقتصاد لتحقيق حلمها من دون أن تخشى الفشل. وقد قامت بأولى خطواتها في السباحة مع صديقة لها متمرسة في هذه الرياضة بعدها تدربت بمفردها مستعينة بتسجيلات مصورة عبر الإنترنت بواقع ثلاث مرات الى أربع أسبوعيا قبل الثامنة صباحا أو بعد الرابعة بعد الظهر. وتمارس هوايتها في المسبح الوحيد المتاح للنساء في كابول وأفغانستان. وتقول ايلينا ضاحكة "في بادئ الأمر كنت أخاف حقا من الغرق. حينها قررت أن أصبح مدربة لأن الفتيات لا يجدن السباحة هنا". أما الآن، فقد بات في إمكانها الاعتماد على نحو اثنتي عشرة سبّاحة. وتوضح "ثمة فتيات أخريات كثيرات يردن التعلم، هن يتصلن بي وأنا أوافق بالطبع إذ لا يمكنني أن اخذلهن". النقص الكبير في البنى التحتية ليس بطبيعة الحال العائق الوحيد أمام الأفغانيات الراغبات في تعلم السباحة، بل تضاف إليها القواعد المحافظة في المجتمع الأفغاني ونظرة المتشددين الإسلاميين إلى النساء. وتقول ايلينا "ثمة أنواع شتى من التهديدات، من بينها العقلية السائدة. لدي انطباع بأن الوضع يتحسن بشكل طفيف ولم أعد أخاف كما في السابق. لكني أعلم أني كسرت أحد المحرمات، لقد قمت بمجازفة كبيرة بإطلاق هذا الفريق". تلقت ايلينا طلبا من المسبح وهو المسبح الوحيد المتاح لها ولفريقها، بالابتعاد عنه لبعض الوقت، وذلك بعد تلقي المسؤولين فيه تهديدات مع اقتراب عيد النوروز، في مؤشر جديد على صعوبة الطريق الذي تسلكه. يعرب سيد إحسان طاهري رئيس الاتحاد الأفغاني للسباحة عن أسفه لهذا الواقع في الوقت الذي لا تتعرض فيه النساء من هواة السباحة في البلدان المسلمة الأخرى لهذه المتاعب. ويقول "كل البلدان المسلمة باستثناء افغانستان فيها فرق سباحة نسائية، حتى الأكثر تشددا منها"، متحدثا خصوصا عن إيران والسعودية وقطر. ويضيف "هم لديهم مواقع تدريب للفتيات، لكن هنا، ثمة نظرة سلبية تجاه الرياضة النسائية" التي يصورها البعض على أنها "مخالفة للإسلام". ويبدي طاهري أسفه لأن "العائق الأساس أمام سباحاتنا هو بطبيعة الحال الأمن" في بلد لم تضع فيه النزاعات والاضطرابات أوزارها منذ عقود. ومنذ العام 2016، لم تكن أي منطقة بمنأى عن عمليات حركة طالبان، فيما يسجل تنظيم "الدولة الإسلامية" الأكثر تشددا حضورا متزايدا في المناطق الواقعة في الشرق والشمال الشرقي للبلاد. وإذا كان المجتمع الأفغاني بأسره يعاني من تبعات هذا الوضع، إلا أن الأمور تبدو أسوأ على الفتيات الطامحات إلى كسر القيود الاجتماعية. في بلد مسلم محافظ مثل أفغانستان، لا يُتصور أن ترتدي النساء ثياب سباحة تكشف الجسم، بل يرتدين ملابس تغطي الجسم بأكمله تحت ثوب للسباحة من قطعة واحدة. غير أن ذلك سيحول دون مشاركتهن في الألعاب الأولمبية، إذ إن الاتحاد الدولي للسباحة يمنع المشاركات في المنافسات من ارتداء هذه الملابس. ويقول رئيس الاتحاد "نحن على اتصال أيضا مع شركة برازيلية ستصمم لنا ملابس سباحة ملائمة". يشيد سيد إحسان طاهري بشجاعة ايلينا التي عينها رئيسة للجنة النسائية للسباحة في فبراير/شباط مع طموح معلن بوضوح إذ يقول "نطمح للمشاركة في الألعاب الأولمبية لسنة 2020 في طوكيو مع فريق مؤلف على الأقل من شابين وفتاة". وهو يأمل في أن يحقق السباحون الأفغان نتائج جيدة في بطولة آسيا الوسطى للسباحة في تركمانستان نهاية ابريل/نيسان الحالي. ويقول "مع القليل من الدعم سنتمكن حتما من تحقيق لقب الأبطال الإقليميين". لكن حتى الساعة، يعاني الاتحاد من تضييق الحكومة التي تحجب حتى المخصصات (الرمزية) البالغة أقل من ثمانية دولارات والتي ينبغي أن تدفع شهريا لكل عضو في الفرق الوطنية. ويكافح طاهري في سبيل استعادة الاتحاد على الأقل المسابح العامة الأربعة في كابول بينها واحد شيده السوفيات في السبعينات على تلة مطلة على كابول يعاني حاليا الإهمال. وقد تم استخدامه لأقل من أربع سنوات بحسب طاهري الذي يسعى إلى تحويل الموقع إلى مركز كبير للرياضات المائية. وفي انتظار مساعدات السلطات الأفغانية، أطلق طاهري حملة تبرعات عبر الإنترنت استطاع بفضلها جمع مبلغ 900 دولار حتى اليوم، وهو مبلغ غير كاف إذ ينبغي توفير ثلاثة آلاف دولار على الأقل لإطلاق الفريق الأفغاني للسباحة بطريقة فعلية.

مشاركة :