يستخدم الفنان المصري إبراهيم عنتر الأسلاك وقطعا صغيرة من الخشب لصنع نسخ مصغرة من السفن التاريخية داخل قوارير من الزجاج. وبدأ إبراهيم العمل في هوايته قبل تسع سنوات. واقترب سائح من إبراهيم في ورشة العمل الخاصة به مبديا رغبته في شراء نسخة طبق الأصل من مركب الشمس للملك خوفو. وعندما افتُتن إبراهيم بالفكرة قضى عامين في البحث عن شخص يساعده في تعلم مهارة صنع نسخ ومجسمات صغيرة من السفن القديمة لكنه لم يتمكن من العثور على ذلك الشخص. لذلك قرر أن يعلم نفسه بنفسه. وبعد عدة محاولات انكسرت فيها الكثير من القوارير أتقن عنتر في نهاية الأمر هذه الحرفة الفريدة. وقال “في البداية خالص بحاجة زي كدا.. بنبدأ نعلم بالقلم والكتر وبالأدوات دي (هذه). بنبدأ نفرغ مجسم المركب خالص من البداية بدي (بهذه). بيبقى عبارة عن حتة خشبة زي كدا.. بنبدأ نرسم شكل المركب على الخشبة بالقلم الرصاص وبابدأ بعد كدة أجهزه وأشيله بمنشار صغير اللي هو الأركيت .. كله شغل يدوي بابدأ اشغل الحاجة دي لحد ما يطلع معايا شكل معين وبسنفرة بابدأ أنعمه وأبدأ أجمع المركب واشتغل فيها جوا الإزازة.” ويتمتع عنتر بمهارة فائقة في صنع الأشياء ذات التفاصيل المعقدة منذ أن كان يعمل في فن صنع المجسمات من الرمال. ويمكن أن يقضي ما يصل إلى أسبوعين في صنع سفينة واحدة داخل قارورة. وفي ورشة عمل صغيرة أقامها في منزله يجمع عنتر فضلات الخشب من متجر لنجارة الأثاث يديره صديق له ويستخدمه في صنع الهياكل التي لا يزيد طولها عادة عن ثلاثة أو أربعة سنتيتمرات. ويقول عنتر “ناس صحابي عنده ورشة نجارة باخد منه بواقي الخشب إلي هي مرمية وأبدأ أقطع منها لأن الحاجة إلي بشتغلها مبتعديش التلاتة سنتي (سنتيمتر) أو الأربعة سنتي بتبقى من فضلات الخشب بتاعة نجارة الموبيليا والشباك والحاجات دي بابدأ أجيب منها، والعدة دي موجودة في أي مكان.. كتر عادي والحاجات دي طقم كنت جايبه عمل ثلاث سنين أو أربع سنين بابدأ اشتغل بيه، والسلوك دي موجودة في كل مكان ممكن الواحد يمشي يعتر فيها (يعثر عليها).” وقبل أن تتضرر السياحة في مصر بعد انتفاضة عام 2011 كان الطلب كبيرا على منتجات عنتر بين السياح الباحثين عن هدايا تذكارية فريدة من نوعها. لكنه لم يعد يبيع أعمالا كثيرة منها منذ اندلاع الانتفاضة وتراجع السياحة. لكن هذه الانتكاسة لم تمنعه من مواصلة فنه ويحلم بأن يمتلك في يوم من الأيام متجرا خاصا لبيع أعماله الفنية وحتى تصدير منتجاته إلى الخارج. ويوضح “الناس برا (في الخارج) بيقولوا بتعملوا بتعملوا واحنا بنستهلك وبنستورد ومبنصدرش حاجة مبنعملش حاجة كويسة.. لأ إحنا في عندنا حاجات كتير.. وفي ناس زيي تاني بيعملوا شغل مختلف شغل هاندميد (يدوي) كله وبيصدروه برا.. إحنا عايزين نصدر الحاجات دي.. إحنا عندنا حاجة أي حاجة إحنا بنعملها.. بس الفكرة إن أنا لو أنا عايز أعمل الحاجة دي هعملها.. مفيش حاجة اسمها صعب.. مفيش حاجة اسمها مستحيل.” ويركز عنتر على صنع نسخ طبق الأصل من السفن المصرية التاريخية علاوة على هياكل ومجسمات على هيئة البنايات التاريخية.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :