«تعابير صامتة» تتألم لضحايا الاتجار بالبشر

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لكبيرة التونسي (أبوظبي) تميزت الدورة الخامسة من معرض «تعابير صامتة» التجربة الثقافية الفنية المجتمعية ذات الأبعاد الإنسانية العميقة باحتضانها 76 عملاً فنياً منوعاً بين الرسم والكولاج والموزاييك، إلى جانب صناعة الدمى التي وصل عددها 29 دمية، مجموعة من الأعمال الفنية المميزة التي استطاعت أن تلفت انتباه الزائر إلى ضحايا الاتجار بالبشر. ونظم معرض «تعابير صامتة» دورته الخامسة، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وبالشراكة بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر، والذي أقيم من 9 إلى 13 أبريل الجاري في جاليريا على جزيرة المارية بأبوظبي، في إطار جهود مراكز «إيواء» لإعادة تأهيل ضحايا المراكز من النساء والأطفال، وهو ثمرة سلسلة من ورش العمل الفنية التي أقيمت على مدى أكثر من 6 أشهر بمشاركة 15 ضحية تتراوح أعمارهن بين 20 و38 سنة بينهم طفلتان 13 و15 سنة، من جنسيات مختلفة. وأبرز «تعابير صامتة» الذي استطاع أن يتركه أثره العميق في نفس الزائر على المستوى الفني والوجداني، والذي شارك فيه مجموعة من ضحايا الاتجار بالبشر بينهم أطفال أن يظهر مهارة هؤلاء الذين تنوعت أعمالهم، حيث أضيفت هذه السنة فنون أخرى إلى جانب الرسم والتشكيل والكولاج كصناعة الدمى والموزاييك وصناعة الرفوف وحاملات الرسائل، حيث استحوذت الأعمال الفنية على اهتمام الزوار خاصة جانب اللوحات الثمانية التي أنجزها الأطفال، حيث جسدوا أحلامهم الطفولية البريئة التي امتهنت في رسومات لشخصيات كرتونية محببة لديهم وخاصة رسومات ميكي ماوس. تأهيل وعملت الضحايا ضمن ورش فنية داخل مراكز إيواء، كما توفرت للضحايا بيئة فنية خارج المراكز وذلك للمرة الأولى بمركز «لاتيليه للفنون»، الموجود بمركز فتوح الخير بأبوظبي، حيث كانت تنظم ورشات وجلسات ملهمة لفائدة الضحايا لمدة 3 أشهر لتعلم العديد من الفنون، في حين تولت قيادة العملية الإبداعية الفنانة التشكيلية جنيفر سايمون وللمرة الأولى كيت كارتر المتخصصة بحياكة الدمى وإيزابيل ألفيس دا سيلفا نيفيز فنانة الموزاييك، ولا تعكس الأعمال الفنية للمعرض إحساس نزيلات المركز بأهمية إنجازاتهن الشخصية وحسب، وإنما تبرز أيضاً الدور العلاجي الذي تلعبه الفنون التشكيلية في مساعدتهن خلال رحلة إعادة التأهيل التي يخضنها، ويجسد المعرض تجارب وأحلام وتطلعات مجموعة مميزة من الضحايا من مختلف الأعمار اللاتي تعرضن لصدمات نفسية وجسدية كبيرة على أيدي من تجردوا من إنسانيتهم وأوغلوا في امتهان آدميتهم. معايير عالمية وقالت سارة شهيل، المدير العام لمراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر «المعرض يعكس نشاطا فنيا تعبيريا عن مكنونات مواهب ضحايا الإتجار بالبشر، حيث تتجسد تلك التعابير على هيئة فنون معبرة عن ذاتهم ومعاناتهم، وامتداداً لجهود دولة الإمارات في مجال العمل الإنساني وخاصة في عام الخير الذي خصصته الدولة لإبراز الخير كنهج وطني لكل المؤسسات الحكومية والإنسانية على هذه الأرض الطيبة. و أضافت «يجب ألا نفقد الأمل في الإنسانية لأن الإنسانية محيط، وإذا كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلن يصبح المحيط بأكمله، ومن خلال البرامج وخطط إعادة التأهيل التي تقدم لهذه الفئة المستضعفة تداركت نفسها، وتحدت العقبات، ودحرت اليأس، وخلفت هذه التحديات وراءها».

مشاركة :