الكنائس في مواجهة الإرهاب ! - سعد بن عبدالقادر القويعي

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

من دون أي اعتبار لحرمة الزمان، والمكان، وقتل النفس المحرمة من دون وجه حق، فإن تبني تنظيم داعش التفجيريين اللذين وقعا في كنيستين بطنطا عاصمة محافظة الغربية، والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وأوقعا أكثر من 41 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 100 مصاب، يمثل جريمة بشعة في حق المصريين جميعاً؛ من أجل الزج بمكونات المجتمع في معادلة الصراعات السياسية الصعبة. لم تتوقف التنظيمات الإرهابية عن مسعاها الذي بات يتجاوز إلحاق الضرر بالنظام السياسي إلى استهداف الدولة المصرية، إذ يضعها في حرج على أكثر من مستوى، كإشعال حرب أهلية داخلية تشغل الشعب بعضه ببعض، والتي ستكون أكثر خطورة على النظام من محاربة الإرهاب العادي؛ باعتبار أن خطورتها تكمن هذه المرة في استهداف مكان للعبادة؛ بقصد إشعال الفتنة الطائفية، والعبث بأمنها الداخلي، والخارجي. إن درس التاريخ الذي لا يتغير، ولا يتبدل، يؤكد أن الاعتداءين الآثمين جريمة شنعاء لا تغتفر، وعمل إرهابي آثم لا يجب أن يمر دون معرفة المجرمين الحقيقيين أيا كانوا؛ ولذا فإن أي محاولة للتفاوض مع التنظيمات الإرهابية تعتبر خيانة، وانهزامية؛ فالمستهدف من هذين التفجيرين الإرهابيين الجبان، هو زعزعة أمن، واستقرار مصر، ووحدة الشعب المصري؛ الأمر الذي سيجعلنا نؤكد على ضرورة إحياء آمال خلق مجتمعات متقدمة خالية من أي نوع من أنواع العنف المذهبي، والطائفي. استناداً إلى هذا الطرح، وانطلاقا من هذه الرؤية، فإن الإرهاب سيبقى واحداً من التحديات الكبرى التي تواجه العالم المعاصر لسنوات طويلة قادمة، بعد أن أصبح قضية عالمية لا يخلو أي مجتمع من وجودها، فالتطرف الناتج عن تغذية منابع الإرهاب، يعد مرحلة متقدمة من العدوان، والبغي، ناتج عن الفجوة بين الصحيح الفقهي، وممارسات التنظيمات الإرهابية، وبراجماتية أفعالهم الشنيعة، والباحثة عن المصالح الضيقة. بقي القول: إن التطرف هو خروج عما اعتاده الضمير الجمعي من سلوك، وأفكار، وتصرفات. وبهذا المفهوم، فإننا نستطيع تصنيف الإرهاب، والتي تتعلّق بدلالات هذا المصطلح، وسياقاته الثقافيّة، والسياسيّة، وخلفياته الصريحة، والضمنيّة، بأنه مرحلة متقدمة من الغلو، والتطرف في فهم القيم، والنصوص، ثم التجاوز بأي شكل كان إلى تجسيد هذه الأفكار بواسطة الممارسات العنيفة أيا كان شكلها. وهذا يعني: أنّ ظاهرة التطرّف ظاهرة مركّبة، لا يمكن فهمها، وحلّ ألغازها إلاّ من خلال عدّة مداخل، -خصوصاً- إذا تحول من الفكر، والتنظير إلى الفعل، والتنفيذ.

مشاركة :