نجاد يتحدی خامنئي ويترشح للرئاسة

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فاجأ الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد الوسط السياسي بترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 19 أيار (مايو) المقبل، في خطوة اعتبرت «تحدياً صارخاً» لمرشد «الجمهورية الإسلامية» علي خامنئي، وسابقة منذ قيام الثورة. وشددت المصادر الإيرانية على أن خامنئي كان واضحاً خلال اجتماعه مع نجاد في أيلول (سبتمبر) الماضي، بوجوب تفادي الرئيس السابق الترشح إلى الانتخابات، تحسباً لحصول انقسام في البلاد يؤثر في العملية الانتخابية ومستقبل إيران السياسي. ورأت المصادر أن أي تطور لم يطرأ يستدعي تراجع نجاد عن مضمون بيان أصدره في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أكد فيه التزامه توصية المرشد. لكن الرئيس السابق عاد الأسبوع الماضي وشكك في حصول انقسام في حال ترشحه للانتخابات، وتوجه أمس إلى مركز الترشح في وزارة الداخلية الإيرانية، برفقة كل من مدير مكتبه إسفنديار رحيم مشائي ومعاونه حميد بقائي الذي ترشح هو الآخر للانتخابات الرئاسية، فيما قدم مسعود زريبافان الرئيس السابق لـ «مؤسسة الشهيد» والمعروف بقربه من نجاد، ترشيحه للانتخابات أمس أيضاً. ولم تتضح الأسباب التي أقدم نجاد بموجبها على تسجيل سابقة الترشح بمعزل عن رأي المرشد، مشيراً إلى أن خامنئي لم يمنعه من الترشح، بمقدار ما قدم له «نصيحة أبوية» بتجنب ذلك. غير أن شخصيات من التيار الأصولي الذي ينتمي إليه نجاد انتقدوا الخطوة واعتبروها «انتحاراً سياسياً»، فيما وصف رئيس موقع «رجا نيوز» الذي كان مقرباً من نجاد الخطوة بـ «لعبة معقدة صاغتها الاستخبارات البريطانية لهذه الانتخابات». ولفتت مصادر أصولية إلی أن نجاد «أحرج التيار الذي ينتمي إليه قبل أن يحرج العملية الانتخابية»، وأنه وضع الأصوليين الذين يستعدون لتجميع قواهم لمنافسة روحاني أمام امتحان، فإما أن يقبلوا بخطوة نجاد وذلك «كارثة»، وإما أن يرفضوها و «الكارثة أكبر» لجهة حصول انقسام داخل التيار الأصولي الذي يجهد للتماسك. وذهب البعض إلى الاعتقاد بأن النظام السياسي «إما أن يواجه نجاد بعنف، عبرة لمن تسول له نفسه عدم الانصياع للمرشد، أو أن يتركه لشأنه وهي حال تفتح الطريق أمام تحدي المرشد، وهو أمر لا يريده النظام السياسي لخطورته». وأعلن النائب المتشدد السابق مهدي كوجك زادة الذي كان من انصار نجاد تبرؤه من الرئيس السابق، فيما اعتبر النائب المتشدد الياس نادران أن نجاد «انتهی». وفي رد فعله علی تحدي نجاد المرشد خامنئي، قال ياسر هاشمي نجل هاشمي رفسنجاني إن والده «كان علی حق عندما عارض نجاد، وهذا هو الدليل». وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قال في خطبة صلاة الجمعة بعد أحداث عام 2009، إن نجاد ورفسنجاني مختلفان في طريقة إدارة البلاد، لكنه أعرب عن اقترابه من نجاد علی حساب رفسنجاني. وتشير مصادر إلی أن القيادة السياسية محرجة في آلية التعاطي مع خطوة نجاد، في وقت أعرب محمد تقي رهبر عضو «جمعية العلماء المناضلين» (روحانيت) المحافظة، عن تخوفه من «حدوث فتنة» في البلاد، داعياً مجلس صيانة الدستور إلی تلافي الوضع و «أن أي عاقل يفهم أن الخطوة لم تكن في مصلحة النظام والبلاد». ورأی عضو «جبهة الصمود» حسين كنعاني أن خطوة الترشح «عمل انتحاري».

مشاركة :