التردد في اتخاذ القرارات يمكن أن يعطل إنتاجيتنا، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على علاقاتنا بالآخرين. العرب نهى الصراف [نُشر في 2017/04/15، العدد: 10603، ص(21)] “وكأني أدور في حلقة مفرغة!”، تكرر ربات البيوت والسيدات العاملات هذه العبارة يومياً وأحياناً أكثر من مرة خلال ساعات اليوم، بسبب تراكم أعمال المنزل وتشعبها وانقسامها مثل خلايا البكتيريا. ولم يتوصل خبراء في مجالات عدة تتقاطع مع هذا الجزء الحيوي من الحياة اليومية، إلى حل جذري لاختصار الساعات التي تقضيها سيدة المنزل في أعمال التنظيف والترتيب وغيرها، إضافة إلى مسؤولياتها الأخرى في العناية بالأطفال وطهي الطعام والتسوق. ومثلهم فعل خبراء الديكور، في محاولات مستمرة لتطويع قطع الأثاث في تصميمهم المنازل الحديثة للحصول على تفاصيل أنيقة وبسيطة ولمسات لا تكلف كثيراً، لتسهل على ربات البيوت ترتيبها بأقل وقت وجهد. في حين، ينصح بمحاولة تنظيم أعمال التنظيف وتقسيمها إلى أعمال يومية، أسبوعية وشهرية وأيضا موسمية؛ وهي التي تنظم عادة في بداية موسم الشتاء أو الصيف، وتتضمن غسل الستائر، وغسل السجاد والمفارش، وتنظيف الجدران والأبواب والشبابيك وغيرها. إلا أن المشكلة هي العمل اليومي في تنظيم الوقت وتوزيع ساعات اليوم بشكل عادل لإتمام المهام الكثيرة. لكن الفوضى الحقيقية تتسبب فيها بشكل رئيس، بعض المقتنيات التي تحرص أغلب السيدات على الاحتفاظ بها، وما يزيد الأمور تعقيداً، كما يسميها خبراء الديكور “التردد في اتخاذ القرار”، حيث يتردد بعضنا في التخلص من بعض الأشياء التي نسميها “الكراركيب” بحجة أننا قد نحتاج إليها في يوم ما، هذا اليوم الذي لا يأتي في الغالب، حيث يتم عادة الاحتفاظ بالقرارات المؤجلة على شكل فوضى في خزانات “الذنوب”، التي تتراكم فيها الأغراض غير المفيدة. وعندما يحين الوقت لاتخاذ القرار، تصبح الرفوف العلوية للخزانات، والأقبية، ومخزن الحديقة ومرآب السيارات أماكن تفتقد عادة لزيارات ربة البيت، والتي تتحاشاها قدر الإمكان بسبب إخفاقها في كل مرة باتخاذ القرار! بعض الحلول المطروحة في هذا الإطار يمكن تحقيقها بمجرد إلقاء نظرة سريعة على أحد رفوف المطبخ، مثلا، والذي تتراكم فيه بعض الأواني والعلب الفارغة التي لا محل لها ولم يتم استخدامها لفترة طويلة، ستسهل إزاحتها، كما ينصح متخصصون، بسرعة ومن دون تردد لأن أي تردد بسيط قد يستغرق لحظات قصيرة، يمكنه أن يسهم في إضافة فوضى جديدة إلى الفوضى القديمة، وفقدان السيطرة على بقعة واحدة، يعني فقدان السيطرة على بقية الأماكن في المنزل، فمن السهولة أن يتحول رف مليء بالفوضى في إحدى الغرف إلى غرفة كاملة تعج بالفوضى. المطبخ هو محور العمل في بقية أجزاء المنزل، هو مصدر القرار المهم الذي سيكون بمحل “محطة قيادة” لبقية أجزاء المنزل، فإذا تم التعامل مع الفوضى وترويضها في هذا الجزء الحيوي من المنزل، سهلت السيطرة على بقية أجزائه. التردد في اتخاذ القرارات يمكن أن يعطل إنتاجيتنا، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على علاقاتنا بالآخرين، فلا بأس بين الحين والآخر من أن نتخلص من بعض الوجوه التي لم يعد لوجودها في حياتنا أي مبرر. قرار سريع وحاسم، هذا كل ما نحتاجه! كاتبة عراقية مقيمة في لندننهى الصراف
مشاركة :