إضاءات / مشاكلنا العربية... والثقافة - ثقافة

  • 4/16/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الحال الذي وصلت إليه الثقافة العربية... تدعونا بإلحاح شديد إلى الحزن، سواء كانت هذه الثقافة تتعلق بالأدب أو الفنون أو حتى النتاج الفكري المتدهور، أو في مجالات ثقافية تتعلق بالسلوك والأخلاق تلك التي تشهد تراجعا مثيرا للعجب.وأتحدث هنا عن الثقافة العربية بصفة خاصة، لأن بعض المجتمعات- خصوصا الغربية والأميركية منها- لا تزال محافظة على رونقها الثقافي، ولا تزال تنتج ثقافة مرموقة تساهم بشكل بناء في النهضة الإنسانية الراهنة.أتحدث عن الثقافة العربية- وبالتحديد الآن- ونحن نعيش مرحلة مفصلية في تاريخنا العربي، مرحلة ارتفعت في فضائها كل ما له علاقة بالبؤس والألم، على الرغم من إنني من أكثر المتفائلين الذين ينظرون على النصف الممتلئ في الكوب، غير أنني للأسف لا أرى في الكوب إلا فراغا لا أستطيع أن أقول أن فيه فقط نقطة ماء واحدة.فلماذا هذا التغير في المزاج... ولماذا لا أسير في طريق التفاؤل الذي اقتنعت به منذ أن وعيت، وحرصت على أن يكون هو سبيلي في حياتي العملية، ومع أبنائي الطلبة والطالبات في الجامعة؟!أقول لكم لأن كل شيء- للأسف- تغيّر، كل شيء يأخذ الآن منحنيات خطيرة ومدمرة، بما في ذلك الثقافة، بوجهها العربي، ومذاقها الذي أريده.ومع كل هذا هل توقف المبدعون والفنانون العرب عن طرح نتاجاتهم... هل انعزل المثقفون في بروجهم؟!، بكل تأكيد الإجابة ستكون بالنفي، بل على العكس... ففي مختلف الدول العربية بما فيها الكويت، هناك مبدعون يستحقون الإشادة وفنانون يتحدون الألم ويبدعون، ومثقفون يطبعون كتبهم، ولكن من يقرأ ومن يتابع؟!نعم المبدعون يسيرون في طريقهم وينتجون أعمالا تستحق التقدير، خصوصا في الكويت، التي تشهد انتعاشة ثقافية متميزة من خلال اتساع دائرة المنتديات الثقافية، وإصدار الكتب، وغير ذلك من الشؤون الثقافية المختلفة، إلا أن القراء ليس في معظمهم عاديون أو من الفئات غير المتخصصة أو المنتجة في الثقافة والإبداع، إنهم قراء من النخبة، هؤلاء الذين لا تزال الهموم الثقافية تملأ قلوبهم، ولا يزال حرصهم على أن تكون الثقافة في أولويات أعمالهم، ولكنهم للأسف قلة في مواجهة كثرة، انجذبت إلى مسائل أخرى لا علاقة لها بالثقافة.إننا نحزن حينما نجد الإبداع لا يقرأه إلا المتخصصون أو أهل المجال نفسه، أو حتى المثقفون، في حين لا يجد قارئ عاديا يحتويه ويتأثر به، مثلما كان في السابق، حينما كانت قصيدة شعرية تغيّر مجرى السياسة، أو رواية تفضح المسكوت عنه، تلك التي يقرؤها عامة الشعب، أو لوحة تشكيلية تغيّر وجهات النظر نحو الجمال، أو فيلم سينمائي يكشف ما تريد السلطات أن تخفيه... وهكذا.إننا نأمل أن تعود الثقافة إلى سابق عهدها، خصوصا في ظل هذه الأحداث العربية الطاحنة، التي أثرت بشكل مباشر وسلبي على حياتنا، فالثقافة هي السبيل الحقيقي لأن نتوجه بأبصارنا من خلالها إلى مشاكلنا، لنقترح لها الحلول، ونضعها في دائرة الاهتمام والنقاش، فخير من يكشف هذه المشاكل الأدب والفنون.* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويتalsowaifan@yahoo.com

مشاركة :