يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 6500 أسير فلسطيني، من بينهم 300 طفل و57 امرأة، وفق بيانات رسمية فلسطينية نشرت أمس، تزامناً مع استعدادات في صفوف الأسرى لخوض جولة يتوقع أن تكون الأوسع في معركة الامعاء الخاوية بإضراب جماعي عن الطعام يبدأ غداً (الاثنين)، فيما وجه النائب الأسير مروان البرغوثي رسالة إلى الشعب الفلسطيني دعا فيها إلى دعم ومساندة الأسرى في معركتهم. وجاءت المعطيات الإحصائية بشأن الأسرى في بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير والجهاز المركزي للإحصاء عشية يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف الـ17 من أبريل الحالي. وأشارت هذه المؤسسات إلى وجود أكثر من 500 أسير يخضعون للاعتقال الإداري، الذي يتيح احتجازهم لفترة غير محدودة من دون تهمة أو محاكمة، ويستند إلى ما تسميه إسرائيل «الملف السري» الذي تقدمه أجهزة المخابرات للمحكمة ولا يسمح للأسير أومحاميه بالإطلاع عليه. ولفتت إلى وجود 13 نائباً في المجلس التشريعي (البرلمان) في سجون إسرائيل، أقدمهم مروان البرغوثي المعتقل منذ عام 2002. وقالت إن المؤسسات الحقوقية وثقت منذ بداية الانتفاضة الثانية في سبتمبر 2000 اعتقال إسرائيل لنحو 100 ألف فلسطيني. ومنذ العام 1967، اعتقلت إسرائيل نحو 800 ألف فلسطيني، أو ما نسبته 20 في المئة من الشعب الفلسطيني. وهناك المئات من الأسرى المرضى داخل السجون، منهم نحو 20 أسيرا يقبعون في «عيادة سجن الرملة». ويقبع في سجون إسرائيل حاليا 44 أسيرا يطلق عليهم الأسرى القدامى، أي أولئك الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما، وأقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس واعتقلا في يناير 1983، وفق المعطيات الفلسطينية. وقالت المؤسسات الفلسطينية إن 210 أسرى استشهدوا أثناء وجودهم في المعتقلات الإسرائيلية «حيث أعدموا خارج إطار القانون أو نتيجة الإهمال الطبي أو نتيجة عمليات القمع والتعذيب»، وكان آخرهم محمد الجلاد من محافظة طولكرم الذي استشهد في فبراير 2017. رسالة البرغوثي ووجه مروان البرغوثي، أمس، رسالة إلى الشعب الفلسطيني، في الذكرى الـ 15 لاعتقاله، وعشية الإضراب، شدد فيه على أن الأسرى يخوضون معركة الحرية والكرامة، كجزء لا يتجزأ من كفاح الشعب الفلسطيني لإنهاء نظام الأبارتهايد والاحتلال والإستيطان، ومن أجل إنجاز الحرية والعودة والإستقلال والكرامة. ودعا البرغوثي الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، لإطلاق أوسع حركة شعبية وطنية وسياسية، لمساندة الأسرى في معركتهم العادلة، وبأوسع مشاركة في المظاهرات والمسيرات والإعتصامات والإضرابات العامة، ودعا الرئيس والقيادة الفلسطينية والفصائل إلى القيام بمسؤولياتهم، والتحرك على كافة المستويات لتحرير الأسرى ومساندتهم في معركتهم، ودعا كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لمساندة الحراك الشعبي تضامنا مع الأسرى. وأشار البرغوثي إلى أن الإضراب يأتي للتصدي لسياسات الاحتلال المستمرة والمتصاعدة من اعتقال تعسفي وطويل المدى، واختطاف وتعذيب وتنكيل واجراءات تعسفية وعقابية ضد الاسرى، ومعاناتهم من الإهمال الطبي، وانتهاك حقوقهم. الإضراب الأخطر من جهته، أكد مدير مركز الدفاع عن الحريات «حريات» حلمي الاعرج أن إضراب الاسرى هو معركة مصيرية ويعتبر الأهم والأخطر في تاريخ الحركة الأسيرة، لأنه يأتي بعد سنوات على غياب الاضرابات الجماعية، ولأنه يأتي بعد التصريحات الإسرائيلية العنصرية التي توصّل رسائل تهديد للاسرى بعدم الاستجابة لمطالبهم. وأشار الأعرج إلى أن إسرائيل تخشى الإضراب كونه يفضح وجهها الحقيقي ويكشف زيفها أمام العالم.
مشاركة :