ندرك أن لكل مشوار رياضي نهاية، وأن اللاعب أو الفارس مهما طال بقاؤه في الميادين، سيتوقف يومًا عن الركض مع تقدم العمر به، لكن أن يتوقف الرياضي وهو في قمة العطاء الفني، والصحة البدنية، والصفاء الذهني، وفورة الطموح والأحلام، فذلك هوالمحزن والمؤلم للنفس كما هو حالنا مع اعتزال الأمير الفارس عبدالله بن متعب الذي ترجل قبل أسبوع من الآن عن صهوات الجياد وهو في ساعة الإبداع، وذروة العطاء والألق في ميادين الفروسية العالمية التي شهدت بمهارته الموروثة، وحسن الخلق، وقمة الانضباط، والتقيد بالروح الرياضية، بل أنه كان طيلة مشواره الرياضي أنموذجًا للفارس المتكامل في أدبه، وفي منافسته، ولم تزده الإمارة التي ولدت معه إلا تواضعًا في التواصل مع الآخرين، ورحمة في التعاطف مع المساكين، والمرضى والمتضررين، وصدقًا في التعامل مع العموم من الناس، وقولي هذا الذي قد ينظر إليه البعض من ذوي النظرات القاصرة، والبعيدين عن الشأن الفروسي على أنه مجاملة لشخصه، ونفاقًا اجتماعيًا زاد كثيرًا في زمننا الحاضر، لن يضيف للرجل الفارس شيئًا، لكنها شهادة أحاسب عليها أمام الله سبحانه وتعالى بحق فارس ورياضي صادق، أجزم القول أنه اتخذ القرار الصعب جدًا، لأنه لم يكن يرغبه، ولايتمناه، والزمن الصعب جدًا الذي سيواجه في المنتخب الوطني للفروسية تحديات كبيرة، وتنتظره مشاركات هامة في الفترة القصيرة المقبلة والفريق لم يستعد لذلك، ولم يلتفت له أحد، فساءه حال المنتخب الذهبي صاحب الإنجازات الرائعة، والتاريخ الحافل بالبطولات والذي تمثل فيها دورة لندن الأولمبية قمة المجد، وكان عبدالله بن متعب هو أحد صناع هذا المجد لبلاده، وفروسيتها وشبابها، ففضل الابتعاد لأنه لايستطيع مشاهدة الفريق وهو يترنح في ميادين الفروسية العالمية، ونتائجه تتراجع، ويفقد بكل سهولة ما تعب عليه الفرسان سنوات طويلة، وابتعاد عبدالله ماهو إلا بداية لانفراط العقد الفريد لفرسان الذهب، مالم يبادر أصحاب القرار القادرين على فعل الكثير والكثير لهذه الرياضة وشباب الوطن إلى تلافي الأوضاع لعل الفريق يستعد لدورة البرازيل الأولمبية 2016 لانه من الصعب عليه فعل شيء في البطولة العالمية في فرنسا، أو في كأس الأمم في أسبانيا، وتبقي نتائجه في الدورة الآسيوية بالخيل التي سيسافر بها إلى كوريا الجنوبية.
مشاركة :