أبوظبي:«الخليج»أعلنت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية عن اختتام ناجح لبرنامجها الدولي السنوي لتنظيم البعثات الخارجية لهذا العام الأكاديمي، حيث أوفدت عدداً من الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية والبحوث إلى جمهورية الصين الشعبية وقارة أوروبا، واستهدف البرنامج المتكامل للبعثات الخارجية تعزيز قدرات كوادر الأكاديمية ومنتسبيها من خلال التبادل العلمي والمعرفي والاستفادة من تجارب عدد من المؤسسات التعليمية المرموقة والمنظمات الرسمية ذات التاريخ الحافل في مجالي الدبلوماسية والعلاقات الدولية.وهدفت البعثتان إلى تعزيز فهم الطلبة للعلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات وهاتين المنطقتين، إلى جانب رفع مستوى إدراكهم لطبيعة الاختلافات الثقافية بين منطقة الشرق الأوسط من جهة وكل من جمهورية الصين ودول قارة أوروبا من جهة أخرى، وكيفية تأثير تلك الاختلافات على أنماط العمل الدبلوماسي لدولة الإمارات وفقاً لسياستها الخارجية المتميزة. كما يلعب هذا الإدراك دوراً حيوياً في تمكين دبلوماسيي المستقبل من الحفاظ على علاقات دولة الإمارات الفعالة والمتناغمة مع الدول الأخرى التي قد لا تتقاسم معها ذات المصالح أو الأولويات في بعض المسائل والقضايا الإقليمية والعالمية.قال برناردينو ليون رئيس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية: يساهم برنامج البعثات الخارجية في تعزيز فهم دبلوماسيي المستقبل لطبيعة علاقات الإمارات الدولية، ويُمكنهم من استيعاب التحديات والقضايا العالمية التي يواجهها أعضاء السلك الدبلوماسي الإماراتي خلال قيامهم بأداء مهمتهم في خدمة مصالح الدولة وتحقيق أهداف سياستها الخارجية وتوجهاتها الاستراتيجية، فضلاً عن إدراك فرص تطوير العلاقات الثنائية مع أهم الشركاء السياسيين والاقتصاديين. وأضاف: تتجاوز مهمة إعداد الدبلوماسيين الشباب في عصرنا الراهن حضور المحاضرات النظرية واستكمال بعض الأبحاث والدراسات، حيث نعمل في الأكاديمية على توسيع مدارك الطلبة لطبيعة العلاقات الدولية المتقلبة والتحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه الدبلوماسيين. إن هذا العصر يفرض على الدبلوماسيين إتقان أنماط جديدة في العمل الدبلوماسي كالدور المؤثر الذي تلعبه الدبلوماسية الاقتصادية والرقمية، والآثار الناتجة عن القوة الرقمية والذكية، وأهمية استخدام أدوات الاتصال والأساليب الصحيحة في نقل المعلومة التي يفهمها المتلقي بسهولة. وتعد البعثات التي نفذتها الأكاديمية فرصة مثالية لطلبتها ليمارسوا على أرض الواقع ما تعلّموه في قاعات الدراسة، وليستفيدوا من التبادل العلمي والمعرفي ومن تجارب وخبرات نظرائهم في أفضل المؤسسات العالمية. نظرة على العلاقات الإماراتية الصينية في بعثتها الأولى لجمهورية الصين الشعبية، بدأ وفد أكاديمية الإمارات الدبلوماسية مهمته من مقر سفارة دولة الإمارات في العاصمة بكين، حيث استقبلهم وفد من السفارة برئاسة محمد عبد الله الشامسي، القائم بأعمال سفارة الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، وحضر الوفد محاضرة تعريفية عن العلاقات الثنائية المتميزة بين الإمارات والصين. ثم توجه الوفد لزيارة جامعة بكين للدراسات الأجنبية، حيث زار مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية. والتقى مجموعة من الطلبة هناك الذين رحبوا بهم وتحاوروا معهم باللغة العربية حول أهمية دراسة الثقافتين الصينية والعربية، نظراً للأهمية الاستراتيجية المتنامية للعلاقات الصينية العربية. وقام الوفد بعدة زيارات ميدانية إلى المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ومقر الحزب الشيوعي الحاكم.وغادر العاصمة الصينية متجهاً إلى مدينة شنغهاي، وكان في استضافتهم راشد مطر القمزي، القنصل العام لدولة الإمارات في شنغهاي، حيث زار الوفد الحرم الجامعي الجديد لجامعة الشؤون الخارجية الصينية، وحضر الوفد محاضرة عن مبادرة حزام واحد، طريق واحد، التي تمثل إحدى أهم الاستراتيجيات السياسية لجمهورية الصين، والتي خُصّص لها نحو 4 تريليونات دولار لتحقيق أهداف جيوسياسية واستراتيجية كبرى، تخدم التعاون الاقتصادي العالمي وتؤثر إيجاباً على اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، واقتصاد دولة الإمارات على وجه الخصوص، كما زار مكاتب معرض إكسبو شنغهاي 2010. الدبلوماسية الأوروبية ودور الناتو وفي ما يتصل بالبعثة الثانية التي توجهت إلى قارة أوروبا، زار الوفد مدينتي بروكسل ولاهاي. وفي بروكسل، كان في استضافتهم السفير محمد عيسى بو شهاب، سفير دولة الإمارات لدى مملكة بلجيكا وعضو مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، حيث ناقش معهم طبيعة علاقة دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي وطرق التعاون لحل القضايا الثنائية الهامة. وزار الوفد وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الخارجية والتعاون الإنمائي في بلجيكا، ودار نقاش مع مدير عام العلاقات الثنائية بوزارة خارجية مملكة بلجيكا، أنيك فان كالستر، ومدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الوزارة،جوهان فيركامين، حول أهمية العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية بين الإمارات وبلجيكا. كما زار مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، وحضر الجلسات الحوارية الأسبوعية التي يتم عقدها مع وسائل الإعلام ويترأسها مارجاريتيس شيناس، كبير المتحدثين باسم المفوضية الأوروبية. وتوجه الوفد بعد ذلك إلى مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتقى بسعيد عبيد الكعبي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى حلف الناتو، وحضر الوفد عرضاً تقديمياً عن الحلف وناقشوا أهمية الحفاظ على الأمن الإقليمي لدولة الإمارات ودور الناتو في دعم ذلك. كما التقى الوفد بمساعد الأمين العام لحلف الناتو للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، أليخاندرو ألفارو جونزاليس، وناقشوا أهمية الدبلوماسية والخبرة في تنفيذ مبادرات السياسة الخارجية الناجحة التي تهدف إلى نشر الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم. أهمية دور المرأة استكملت بعثة الأكاديمية جولتها الأوروبية بالتوجه إلى مدينة لاهاي في مملكة هولندا، وكانت في استقبالهم مريم سيف الشامسي، سكرتير أول العلاقات الثنائية، في سفارة دولة الإمارات في لاهاي، واستضافهم سعيد علي النويس، سفير فوق العادة مفوضاً لدولة الإمارات لدى مملكة هولندا، ورحب بهم وناقش معهم أولويات مملكة هولندا تجاه دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، كما ناقش معهم العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ودور سفارة دولة الإمارات في تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات. واتجه إلى معهد كلينغندايل الهولندي للعلاقات الدولية، وكان في استقبالهم مدير المعهد رون تون، الذي شارك الوفد في ورشتي عمل حول الأزمات والاتصال بين الثقافات. ثم قام الوفد بزيارة البرلمان الهولندي ومجلس الشيوخ، وعقدوا اجتماعاً مع أنكي بروكرز نول، رئيسة مجلس الشيوخ في هولندا، كما زار الوفد عدداً من المؤسسات الدولية المرموقة مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية في لاهاي. أوروبا وحول آراء المشاركين في البعثات سجلنا الآتي:آمنة فكري تقول: كانت تجربة مثمرة للغاية، حيث التقينا المسؤولين من وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الخارجية والتعاون الإنمائي في بلجيكا، وتمكنا من فهم نظامهم السياسي والاختلافات ما بينه وبين أنظمتنا في دولة الإمارات، وشرحوا لنا أولوياتهم تجاه منطقة الشرق الأوسط، وكيفية صياغة سياساتهم الخارجية المستقبلية. أيقنت أن الوقت الذي أمضيته في الأكاديمية ما بين المحاضرات والندوات وورش العمل، لا يقدر بثمن، فعندما أتيحت لنا الفرصة لممارسة ما تعلمناه خلال دراستنا وتطبيقه على أرض الواقع خلال البعثة، أتت تلك الجهود المبذولة بثمارها. فاطمة الورد الدرمكي: حقيقة، تعلمنا الكثير من زيارتنا لمعهد كلينجيندال للعلاقات الدولية في هولندا، خصوصاً بعد حضور ورش العمل والمحاضرات المتنوعة التي قدموها لنا، مثل ورشة عمل الإيتيكيت والبروتوكول في الدبلوماسية. وأصبحنا ندرك أهمية اتباع الإيتيكيت والبروتوكول في السياسة الدولية. كما اطلعنا على جانب آخر هام بالنسبة للحكومة الهولندية، حيث تركز الحكومة استثماراتها في مبادرات وجهود استدامة الحياة الصحية وفي النظام الغذائي والزراعي. خليفة الريسي: زاد شغفي لاكتشاف جمهورية الصين عندما وقفت في نفس المكان الذي وقف فيه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتأثرت كثيراً بمقابلة طلاب مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة بكين للدراسات الأجنبية، الذين يتحدثون اللغة العربية بطلاقة ولديهم معلومات غنية عن الثقافة العربية، لابد من أنهم كرسوا وقتهم الثمين وجهودهم للقيام بذلك.حمدة عبد الله العوضي: تواجدنا في نفس المكان الذي زاره مؤسس دولة الإمارات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان يدل على الأهمية الكبيرة للمكان. وأنا شخصياً شعرت بالامتياز لتواجدي هناك، وشعرت بالفخر كإماراتية، بجهود دولة الإمارات في تعزيز سمعتها والحفاظ عليها كدولة رائدة في بناء العلاقات البنّاءة والإيجابية مع مختلف دول العالم.لمبادرة حزام واحد، طريق واحد أهمية جيوسياسية لها أثر كبير على التجارة والشؤون الإقليمية. ولدولة الإمارات دور في هذه المبادرة، حيث شهدت العلاقات الثنائية بين الإمارات والصين تناميا مستمرا على مر السنين، وتعتبر الصين ثاني أكبر شريك اقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة.بسمة الريسي: من حيث الأهمية التاريخية لسور الصين العظيم، كانت تجربة وجودي هناك أكثر من رائعة، وبشكل خاص أثناء زيارتنا للمكان الذي وقف به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان. ندى علي: الدروس المستفادة من هذه البعثة كثيرة ولا تحصى، وكان من أهمها أن أصغر الأفعال قد تكون غاية في الأهمية في مجال الدبلوماسية، وأن الشفافية في التعامل ما بين ممثلي الهيئات الحكومية وإيجاد نقاط مشتركة بين الأشخاص تساهم في تحقيق الأهداف المرجوة بأفضل النتائج. عائشة السويدي: خلال تواجدنا في مقر الاتحاد الأوروبي، اطلعنا على أنشطة وأعمال الاتحاد وإنجازاته، وأبرز التحديات التي يواجهها بشكل يومي. كما تعلمنا أنه على الدبلوماسي الناجح إدراك أهمية التواصل وتعزيز العلاقات، وأن وصول الرسائل الرئيسية للأطراف المعنية بوضوح يعتمد على النقاش البنّاء المبني على المعرفة. وساهمت هذه التجربة في تعزيز قدراتي ومهاراتي التي ستساعدني لأكون دبلوماسيا أفضل في المستقبل. روضة راعي البوم: تعلمت أن الثقافة هي جوهر البروتوكول. وفي الدبلوماسية لابد من فهم الممارسات الثقافية لنتمكن من فهم البروتوكول.
مشاركة :