الغرام يتغلب على مشاعر الانتقام في "فخامة الشك" بقلم: ناهد خزام

  • 4/18/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الغرام يتغلب على مشاعر الانتقام في فخامة الشكفي تجربته الإخراجية الثانية في الدراما اللبنانية بعد مسلسله “كواليس المدينة” الذي تم عرضه العام الماضي، يأخذنا المخرج السوري أسامة الحمد نحو أجواء من العاطفة المشوبة بالشك والغيرة والانتقام في مسلسله “فخامة الشك”، وسط أجواء مليئة بالتشويق والأسرار.العرب ناهد خزام [نُشر في 2017/04/18، العدد: 10606، ص(16)]حكاية مشوقة أساسها الشك تشارك في المسلسل اللبناني “فخامة الشك” نخبة من النجوم اللبنانية، على رأسها يورغو شلهوب وإلسا زغيب وسابين ويوسف حداد ووسام حنا وتقلا شمعون، بالإضافة إلى الفنان فؤاد شرف الدين وأحمد الزين وآخرين، وهو من تأليف كلوديا مارشليان وإخراج السوري أسامة الحمد. ويعتمد المسلسل الذي يعرض على قناة “أم تي في” خارج الموسم الدرامي الرمضاني المرتقب، منذ بدايته على جانب الإثارة المتمثلة في لغز اختفاء رجل الأعمال جهاد خليل بعد أن باع كل ممتلكاته في لبنان ومصر، تاركا أسرته في العراء دون أي فكرة لديها عن أسباب اختفائه أو فقدانه لثروته. وتحاول الأسرة جاهدة أن تتوصل إلى حل لهذا اللغز المحير، فيقرر الابن الأكبر “أمير” الذي يلعب دوره يورغو شلهوب التوجه إلى مصر لتقفي أثر والده. وفي مصر يزداد اللغز تعقيدا حين يعرف الابن أن والده قد باع كل ممتلكاته ومشاريعه هناك لرجل أعمال آخر، وهو يحيى إبراهيم الذي يؤدي دوره الفنان فؤاد شرف الدين. ويبدأ الشك في التسلل إلى أمير، خاصة مع إنكار خليل أي معرفة له بمكان والده، فيقرر أمير أن ينتقم من هذه الأسرة التي سلبت والده ثروته، ومن هنا يبدأ الاشتباك بين أسرتي خليل ويحيى، وهو اشتباك مدفوع في البداية بالحقد والكراهية الشديدة. وتأتي الأحداث فيما بعد بالمزيد من التشويق والألغاز التي تتكشف تباعا، غير أن هذه النقلة المبكرة والتصاعدية في أحداث المسلسل بقرار أمير الانتقام من أسرة يحيى إبراهيم تتضمن بعض الإفراط في المبالغة، أو على أقل تقدير كانت في حاجة إلى تبرير منطقي للمشاهدين ولأمير أيضا، تبرير أكثر إقناعا من هذه المتعلقات التي عثر عليها صدفة وهو يتجول في بيت الأسرة في أول لقاء يجمعه بأفرادها.المسلسل اللبناني "فخامة الشك" يعتمد منذ بدايته على الإثارة المتمثلة في لغز اختفاء رجل أعمال بعد أن باع كل ممتلكاته المهم أن أمير قرر الانتقام من هذه الأسرة على طريقته الخاصة، معتمدا على قدرته الخارقة في الإيقاع بابنة رجل الأعمال وزوجة ابنه في حبائله، هكذا بحجر واحد يضرب أمير عصفورين ويوقع بكلتيهما في شباك غرامه من أول نظرة، أو من أول لقاء يجمعه بهذه الأسرة. ويستغل أمير الخلافات الزوجية القائمة بين ابن رجل الأعمال البكر هشام الذي يؤدي دوره الفنان يوسف حداد وزوجته نور (سابين)، وفي الوقت نفسه يتلاعب بمشاعر ابنته زينة (إلسا عبدو) الطيبة. وتواجه خطة أمير الكثير من العراقيل، خاصة حين يقع هو نفسه فريسة للحب، إذ تتحول لعبته من الهزل إلى الجد ويقع بالفعل في حب نور، ليجد نفسه محاصرا بين حبه لنور ومشاعره الملتبسة أيضا مع زينة. وهذه التعقيدات العاطفية والمغامرات الغرامية لا تقتصر على أمير فحسب، إذ تقع سارة (إلسا زغيب) -وهي شقيقة أمير- في غرام ابن رجل الأعمال شادي (وسام حنا) وتحاول جاهدة إثناء أخيها عن رغبته في الانتقام، بينما يحاول هو أن يبعدها عن شادي. وفي سياق آخر تنغمس والدة أمير (تقلا شمعون) في علاقة عابرة بدأت تتكشف بعد اختفاء زوجها، لنجد أنفسنا في النهاية أمام سلسلة معقدة من العلاقات العاطفية والغرامية، هذه العلاقات الغرامية المتشابكة كانت هي الوسيلة التي لجأ إليها صناع العمل من أجل الخروج من دائرة الانتقام والشك على ما يبدو. وفي الوقت الذي تُكتشف فيه شخصية أمير ونواياه يعلو شغف زينة ونور على اكتشافهما لخداعه ويبدأ الصراع بينهما على الفوز بقلبه، وحين يظهر الأب المختفي فجأة تبدأ أسرار جديدة في التكشف. أجواء المسلسل واختيار كادراته التصويرية يحملان جانبا من عنوانه، إذ غلبت الفخامة على مشاهده، سواء تلك التي صورت في مصر أو في لبنان، وهو ما يبدو مقبولا في سياق أحداث تدور حول حياة الرفاهية التي يعيشها رجال الأعمال، لكن في الوقت نفسه تفقد المشاهدُ عمقَها وارتباطها بالمكان. وفي المسلسل ليس هناك مشهد واحد يخدش العين، أو حتى حالة واحدة متلبسة بعدم التناسق في مظهرها، وهي كرامات يمكن إحالتها إلى المسلسلات المدبلجة من تركية ومكسيكية وحتى هندية، ورغم هذا يظل البطل الأول والمكسب الوحيد لهذا المسلسل هو أداء أبطاله ونجومه اللبنانيين، ففؤاد شرف الدين وأحمد الزين وتقلا شمعون ويورغو شلهوب أصحاب مواهب استثنائية، غير أن المسلسل يتضمن مفاجآت على مستوى الأداء لكل من سابين ووسام حنا وإلسا عبدو.

مشاركة :