الماء.. للوقاية والعلاج من حصوات الكلى!

  • 5/9/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

إخوتي وأخواتي القراء الكرام، هل تعرفون أحداً مصابا بحصوات الكلى؟ أعتقد أن الجواب نعم، لكثرة من يعانون من هذه المشكلة الخطيرة وسهلة العلاج والوقاية في نفس الوقت. ولنسأل سؤالا آخر، متى أجريتم فحصاً طبيا يشمل وظائف الكلى؟ أو اجراء أشعة قد تشير لوجود حصوات في الكلى؟ أعتقد أن علينا عمل تلك الفحوص سنويا أو كل ستة أشهر لمن يزيد عمرهم على 40 عاماً، حيث وجدت الدراسات أن كثيرا من الأمراض تكتشف مبكراً بسبب تلك الفحوص الدورية ويمكن تلافي أي مضاعفات قبل تفاقم المشكلات، ومن ضمن تلك المشكلات التي تبدو بسيطة هي حصوات الكلى التي يسبب استمرارها مشاكل كثيرة منها الفشل الكلوي. تكثر حصوات الكلى في المملكة لعدة أسباب منها الجفاف وقلة شرب المياه ذات المستوى الطبيعي من الأملاح، وتبلغ نسبة مرضى الحصوات الكلوية في المنطقة الوسطى 41% من مجموع مناطق المملكة وتليها المنطقة الجنوبية بنسبة 32%، وتتوزع بقية النسبة على المناطق الشمالية والغربية والشرقية، وهذا يعطي مؤشرا أن الأسباب الرئيسية قد لا تكون وراثية ولكنها بسبب نمط الحياة والتعود على شرب المياه بشكل مستمر، وقد وجدت أبحاث أخرى وإن كانت قديمة أنه لا يوجد تأثير لصيام رمضان أو اختلاف الرطوبة في مناطق المملكة، ولكن وجدت فروق معنوية بين فصول السنة حيث تزيد فرص تكون الحصوات في فصل الصيف عنه في بقية الفصول. تعتبر الحصوات الكلوية من مسببات الفشل الكلوي في المملكة بسبب اغلاق مجاري التخلص من البول ومركباته السامة أو ارتجاع البول وما فيه من بكتيريا تسبب الالتهابات المزمنة لحوض الكلى. تتكون حصوات الكلى من ترسبات ملحية بسيطة في البداية ومع استمرار المسبب تزيد في الحجم وقد تتشعب في ممرات الكلية، وقد لا تحدث أي ألم ما دامت ساكنة في مكانها، ولهذا تكتشف عند البعض مصادفة عند إجراء أشعة لمنطقة البطن أو أسفل الظهر. وعند تحركها أو خروجها للحالب ولو كانت صغيرة فعندها يبدأ الألم وفي الغالب يكون ألما شديداً بلا مقدمات، تعتبر من أشد الأوجاع التي قد تصيب أي رجل أو امرأة خلال حياتهم والتي قد تفوق تلك التي تحصل أثناء الولادة. يبدأ الشعور بألم شديد في أحد جانبي الجزء الأوسط من الظهر وقد يكون في الجانبين، ثم يمتد الألم للأمام والأسفل حتى يصل للمثانة وقد يكون ألما شديدا في الخصيتين في الرجل أو المهبل في المرأة، ويترافق مع هذا الألم غثيان وربما استفراغ ووجود دم مع البول يمكن ملاحظته، وقد يزيد الألم بدرجة لا يحتملها المريض، وقد ترتفع درجة الحرارة وتحدث رعشة عندما تترافق مع التهابات في حوض الكلى أو مجرى البول أو المثانة. أنواع حصوات الكلى هي: 1. مركبات الكالسيوم (أكسالات أو فوسفات الكالسيوم) وأكثرها انتشاراً هو أحد مركبات الكالسيوم ويسمى اكسالات الكالسيوم، حيث تبلغ نسبته مقارنة بالأنواع الأخرى من 70 الى 80 %، وأحذر اخواننا وأخواتنا الذين لديهم زيادة في الوزن أنهم معرضون لتكوين الأكسالات بشكل أكبر لارتباطه بالدهون. 2. السيستين وهو أقل الأحماض الأمينية ذوباناً، ويكون هذا النوع من الحصوات نادرا ويحدث بسبب الاستعداد الوراثي. 3. الستروفايت (وهي بلورات مغنيسيوم أو فوسفات أمونيوم) 4. حمض اليوريك وهو الناتج النهائي لتحلل البيورين أي أنه يزيد بزيادة البروتينات بالذات الحيوانية. الوقاية والعلاج أفضل وسيلة للوقاية والعلاج هو الاكثار من السوائل بالذات الماء للسليم والمريض بها فالمريض يحتاج أن يخفف تركيز البول لئلا يزيد الالتهاب وبالتالي الألم، أما السليم فيحتاج إلى كمية من السوائل التي تغسل مجاري تكوين البول في الكلى والحالبين، فلنتذكر كيف تحتاج أجسامنا لشطف أي تكون للأملاح ونتخيل الكلية وهي معبأة بالبلورات الضارة التي تكاد تلتصق بجدران الكلية وربما زادت في الحجم لتراكمها ثم نتخيل كيف سينظفها الماء الذي نشربه ويريح الكلى من تلك الأملاح الضارة، لهذا يصف الأطباء مدرات البول للقيام بهذه العملية لزيادة عملية الشطف وللتخلص من الكالسيوم، كما أن بعض أنواع الحصوات مثل الناتجة عن مركبات الاحماض الأمينية (السيستين) لا تزيلها مدرات البول ولا شرب السوائل بل تحتاج لبعض العقاقير التي تقلل من الأحماض في الدم. من الأغذية المفيدة للتخلص من الحصوات هو البقدونس والفجل وعصير التفاح، والليمون وبالذات الليمون البنزهير، وكذلك النعناع ومن الأعشاب المفيدة ثمار الخلة الطبية او الخلة البلدي وأجودها المصرية وهي متوفرة عند العطارين ولكن لا بد من التأكد منها لتشابهها مع أعشاب أخرى. وهي تقوم على توسيع الحالب وإخراج الحصوات الصغيرة، ولا يوجد للخلة اضرار جانبية سوى على الذين يستخدمون مضادات الذبحة الصدرية. اذكر انها مفيدة لمن لديهم حصوة في الحالب فقط. والطريقة ان تأخذ ملء ملعقة من مسحوق الخلة وتضعه في مقدار كوب ماء وتتركه يغلي حتى يتركز إلى نصف الكوب وتتركه يبرد ثم يشرب مرة واحدة على الريق ولمدة 7 أيام أو حتى تنزل الحصوة بإذن الله. ويجب تجنب الشوكولاته والسبانخ والفول السوداني، وربما سمك السردين، والحمص والباميا لزيادة تلك الأملاح بتلك الأغذية، كما أنبه الى أن الشاي يحتوي على كمية كبيرة من الاكسالات والتي يمكن التخلص منها بإضافة حليب للشاي وعدم شرب المتبقي في الكأس أو الإبريق لأن الحليب يرسب الأكسالات الموجودة في الشاي في الأسفل. اذا كانت الحصوة من نوع اليوريا يجب تقليل اللحوم الحمراء، وبالتأكيد الأعضاء الداخلية كالقلب والكبد والكلى والطحال، وتقليل الملح. يمكن تفتيت بعض أنواع الحصوات بالموجات فوق الصوتية وبعضها تفيد معها الأدوية ولكن ربما تكون الحاجة واردة لاستخدام المناظير لتفتيتها وكذلك الجراحة في نهاية الأمر. من أصيبوا بحصوات الكلى من قبل ربما تعود اليهم مرة أخرى، هذا ما أثبتته الدراسات، لأن أولئك الأشخاص يكون لديهم الاستعداد لتكوينها عدة مرات فهؤلاء يحتاجون لمزيد من الحيطة وتكرار الفحص كل ستة أشهر أو سنة، ومع اتباع سبل الوقاية بشرب السوائل بشكل كاف وعدم الاكثار من تناول الأغذية التي تسبب ذلك النوع من الحصوات. لهذا أنصح بشدة بشرب الماء كثيراً بالذات في الصيف لما له من تأثير وقائي وعلاجي لأغلب مشاكل الكلى ومنها الحصوات الكلوية، حيث ثبت علميا أن حوالي 85 تقريباً من الحصوات التي يبلغ قطرها أقل من 5 ميليمترات تخرج مع شرب ماء كثير وذلك خلال 4 أسابيع.

مشاركة :