مَنْ يزرع الشّوك لا يجني عنباً..!

  • 5/9/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

القيم النّبيلة هي الضمانة المثلى لحماية خصائص المجتمع الإنساني من أيّ اختراقات أو عطب يؤدي به إلى الانحدار من مراتبه العليا فيصبح الأدنى في سُلّم الكائنات، ومِن أجل المحافظة على هذه الضمانة كان لابد من وجود بيئة ترعاها وسلطة تدافع عن وجودها، وهنا يبرز دور البيت كأهمّ محضن حيث يولد الإنسان ويترعرع في كنف والدَين أوجد الخالق سبحانه في قلبيهما مِن الحبّ والعطف والرحمة ما يمكّنهما من تحمل تبعات القيام بهذا الدور بلا مللٍ أو كلَل. واليوم نلاحظ بعض الآباء يساورهم القلق حين يكتشفون أنْ ابنهم يسرق أو يكذب أو حين يسمعون منه ألفاظاً نابية أو يُبدي نزقاً في بعض المواقف الإنسانية كأن يُهين عاملاً أو يسخر من فقير أو مسنٍ، أو يعقّ والديه أو يستهزئ بمعلمه أو نحو ذلك من الممارسات السّلوكية المنحرفة، لذا نجدهم يهرعون إلى التربويين يطلبون استشارة لتعديل ذاك السلوك المعوج. أو حلاً لتلك المشكلة. والحقيقة التي قد تؤلم هؤلاء الآباء هي أنهم المتسبّب الأول في بلورة هذا السلوك وبروزه كمشكلة، لأنّه عندما كان أبناؤهم صغاراً لا يفقهون شيئا عن القيم كانوا هم مَن يمارس تلك السلوكيات الخاطئة على مرأى منهم ومسمع من غير وعي بانعكاساتها المستقبلية على المنظومة الأخلاقية لهؤلاء الصغار ظناً منهم بأنْ عقولهم لا تزال صغيرة وخبراتهم بسيطة ولن ينتبهوا لها، وأنّهم حين يغدون كباراً سوف يتبيّنون الجيّد من الرديء بأنفسهم وحينئذ يصبحون مساءلين عن نتائج تصرفاتهم. إنّ غرس خلق كريم أسهل من تعديل سلوك منحرف، والغرس يبدأ بصورة يراها الطفل أو كلمة يسمعها من أقرب النّاس إليه نفسياً ومع تكرّرها سوف تستقر في وجدانه لتصبح صفة أخلاقية فيه عندما يكبر.

مشاركة :