«سيف عبدالله» قوة سعودية ضاربة

  • 5/9/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم تشهد القوات السعودية بكافة أصنافها وتشكيلاتها مناورة عسكرية مشتركة بحجم(سيف عبدالله) منذ توحيد المملكة وحتى يومنا هذا، وهذه العملية التعبوية هي الأولى من نوعها على مستوى القوات الخليجية من حيث الإعداد والحجم والتشكيلات وميادين التطبيق، ولعل المتابع العادي لايدرك الصعوبة في إقامة مثل هذه المناورات في مناطق مختلفة ومتباعدة في وقت واحد، وهو ما نفذته القوات السعودية في تمرين (سيف عبدالله) بكل كفاءة واقتدار، إن هذا العمل يحتاج إلى وقت كبير من الإعداد المسبق والدقيق والتنسيق التام بين كافة القيادات العسكرية في كافة المناطق والمعلوم أن هذه المناورة وهذه التدريبات المشتركة بمشاركة قيادات المناطق الجنوبية والشرقية والشمالية وتدار عملياتها من مركز عمليات واحد باستخدام عدد كبير من الطائرات والسفن والمروحيات والمعدات الأرضية بمختلف أنواعها، وغير ذلك من التجهيزات العسكرية والعملية بحد ذاتها تهدف إلى أمور عدة أهمها تطوير القدرات الدفاعية والرد على أي تهديدات للأمن القومي للمملكة وتستند فكرة المناورة إلى ما يشهده العالم من تحديات وعدم استقرار ورغم النداءات المستمرة للسلم والسلام العالمي والتي تتردد في كل وقت في جميع أنحاء العالم وبصوت مسموع، إلا أن ذلك لم يمنع من نشوب صراعات مسلحة، خاصة المناطق الحساسة من العالم ،ومن اجل ذلك وعلى الرغم من كون المملكة ليست من دعاة الحروب إلا أن الواجب يحتم على القوات المسلحة أن تكون على استعداد دائم لصد أي عدوان تتعرض له أراضي المملكة المقدسة في أي وقت وتحت أي ظرف قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} سورة الأنفال الآية 60. ثم إن القوات المسلحة أخذها السكون قليلا في السنوات الماضية وكان لابد من إشعال فتيل الحماس من جديد في قلوب وعقول الرجال البواسل رجال القوات المسلحة، ولن يكتمل ذلك إلا بالعلم والتدريب المستمر على استخدام احدث أنواع الأسلحة لترهب بها القوات المسلحة عدو الله والوطن ثم إن قطرة من العرق في وقت السلم تمنع قطرات من الدم أثناء المعارك، وبذلك تكتمل للقوات المسلحة عناصر القوة من رجال وعتاد وروح قتالية، وقد تم التركيز في هذا التمرين على رفع الكفاءة القتالية للضباط وضباط الصف وجميع تشكيلات الوحدات المشاركة، وإسناد القتال من خلال التركيز على التدريب النوعي، للتعامل مع كل التهديدات وعمليات إدارة الأزمات، كما أن هذا التمرين الذي يعد الركيزة في تاريخ القوات السعودية يتيح الفرصة لمختلف الأسلحة البرية والجوية والبحرية وأسلحة الدفاع الجوية ومنظومات الصواريخ والراجمات والعربات المصفحة والطيران العمودي أن تشارك في تمرين واحد ينفذ على عدة مراحل تكتيكية وهذا التمرين يعد نقلة نوعية في أساليب ووسائل التدريب في القوات المسلحة، من حيث المستوى وحجم ونوعية القوات المشاركة، كما انه يعد من أصعب واعقد أنواع التمارين والمناورات مما يوجب إعداد خطط مسبقة دقيقة ومنسقة وإجراءات تنفيذية وسيطرة عالية وعلى مختلف المستويات القيادية في الحضائر والفصائل والسرايا والكتائب والألوية مدمجة وغير مدمجة ومن ثم كيفية الحشد والتنظيم وتحديد الواجبات ضمن المنظومة الكاملة وعلى عدة مراحل والعسكريين يعلمون جيدا أهمية التدريب المتواصل حيث يحتاج الفرد للتدريب المستمر والتنويع ليواكب التطور الرهيب الذي يحدث في العالم من حيث نوعية السلاح وطرق استخدامه، فالبرغم من تطور العلوم العسكرية والتحديث المستمر في الأسلحة الفتاكة وتأثيرها على سير المعارك فان الفرد يبقى وسيظل العنصر الأساسي والحاسم في تحقيق النصر، والتمرين بحد ذاته يعد مفخرة وشرفاً لكافة منسوبي القوات المسلحة، وهو برهان حقيقي لما وصلت إليه القوات المسلحة السعودية من جاهزية وتكامل في كافة صنوفها وتشكيلاتها الميدانية والبحرية والجوية وهي إنذار لمن تسول له نفسه التطاول على مملكة السلام. فنحن دعاة سلم ولسنا دعاة حرب منذ تأسيس المملكة على يد موحدها جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ولكن ذلك لايعني التهاون أو التكاسل في إعداد القوة اللازمة التي تحمي هذه الدولة بعد حماية المولى سبحانه ورعايته لقبلة الإسلام والمسلمين، ثم إن هذا التمرين يجاوب على كثير من الأسئلة أضاع الطامعون جوابها وفي باتريوت وشاهين ورياح الشرق جواب آخر.. وهي تذكار لكل من تسول له نفسه العبث والتطاول ونحن دعاة سلم ولكننا وقت اللزوم جاهزون، نشكر القوات المسلحة على تطميناتها لقواتنا العسكرية ونطالب بالمزيد من التمارين والمناورات السنوية حتى نكون في تمام الجاهزية في أي وقت {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} سورة محمد الآية 7. صدق الله العظيم.

مشاركة :