سقط في هاوية الإدمان 24 عاماً وبـ «عونك» خرج للحياة

  • 4/20/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقال إنك إن أضعت ثروتك لم تخسر شيئاً، لكن إن أضعت صحتك خسرت كثيراً، وإن أضعت قرارك وعزيمتك خسرت كل شيء، فالقرارات الحازمة في حياة الإنسان لا تأتي عفوية، بل الأقوياء وحدهم من يتصدون للصعاب، ويتخذون بشأنها أوضح القرارات وأجرئها، حيث إن مقدرة الإنسان وإرادته ترفعه إلى القمة وشخصيته تحفظه من السقوط. هذا ما ينطبق على المواطن (ع.ب) البالغ من العمر 49 عاماً، والذي عاد إلى رشده بعد أن جرفه تيار الإدمان ورفاق السوء ولجوا به في بئر مظلمة، تزداد ظلماتها كلما تمادى في غيه، وجبن أن يتخذ قرار الخلاص، حتى قرر الالتحاق بمركز عونك للتأهيل الاجتماعي، التابع لهيئة تنمية المجتمع بدبي، منذ ما يقارب العامين ونصف العام. تفاصيل هي قصة واقعية لتجربة شاب أدمن على المخدرات لأسباب عدة، لاقى خلالها نفور الجميع منه، حتى أقرب الأقربين، بل وتطاول على أعز الناس إليه في لحظات تغيب فيها عقله وشل عن التفكير بسبب تعاطي المخدرات، التي أقل ما توصف به أنها وباء وابتلاء مدمر يفسد ويلتهم كل شيء، لكن بالعزيمة والإرادة والإصرار، جاء القرار الحاسم بالعلاج، بعد أن ضاقت به السبل. ووجد نفسه ممقوتاً منبوذاً من الجميع، ليفيق إلى نفسه في اللحظات المناسبة، بعد فترة إدمان دامت أكثر من 24 عاماً، حصد خلالها خسائر لا تعد ولا تحصى، منها الوظيفة، والمكانة الاجتماعية، فضلاً عن الآثار النفسية السيئة التي أثرت بشكل كبير في علاقته بأسرته وبأصدقائه، وحتى زملائه في العمل، والأهم انعكاسها السلبي على سمعته على المستوى الشخصي والعائلي، ما دفعه تدريجياً إلى اعتزال المجتمع. خطوات حريز المر بن حريز المدير التنفيذي لقطاع الرعاية والتنمية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع في دبي، قال لـ «البيان» إن أولى خطوات المدمن للتعافي، كانت من خلال البرامج التأهيلية المقدمة للنزلاء في المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي، وبعد الإفراج عنه تم التحاقه فعلياً بالبرامج التي يوفرها مركز عونك للتأهيل الاجتماعي التابع للهيئة، إيماناً منه بأن من يؤجل قرار التوقف الفوري والعلاج منه. لا تنتظره سوى نهاية حتمية واحدة من بين اثنتين لا ثالثة لهما، وهي«الانتحار أو الموت»، علاوة على ثقته بأن المركز سيقوم بهذه المهمة في «سرية تامة»، حتى استعاد ثقته بنفسه، وبدأ يرسم طريق المستقبل من جديد، بعد أن خسر كل شيء. وأضاف بن حريز أن المركز سعى لدمجه من خلال البرامج والأنشطة العلاجية المقدمة بالمركز مع أسرته بشكل خاص، وفي المجتمع بصورة عامة، ومنها برنامج الـ 12 خطوة لعلاج الإدمان، كما تمت مساعدته مادياً كذلك عن طريق إدارة المنافع المالية بالهيئة، بالإضافة إلى أن الهيئة حرصت على اختياره لأداء فريضة الحج لدفعة عام (2015)، بهدف تقوية الوازع الديني، بما يقوي عزيمته على عدم العودة إلى هذه الآفة.

مشاركة :