دعا مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي إلى تنظيم انتخابات رئاسية «نزيهة» الشهر المقبل، متهماً «وسائل إعلام معادية» بمحاولة «زعزعة الانتخابات»، كما حضّ المسؤولين على التحلّي بـ «الشجاعة». ونبّه إلى أن «دولاً كبرى تحاول التدخل في شؤون» إيران، وزاد خلال لقائه قادة الجيش، لمناسبة «عيد الجيش»: «أكثر الحالات السيئة لبلد هي أن يخاف مسؤولوه من تهديد العدو. لا شك في ضرورة إدارة شؤون البلاد من خلال التعقل والتدبير والحكمة، لكن يجب أن ترافقها الشجاعة». وتابع: «إذا أراد أحدهم أن يخاف، لا مشكلة، ولكن (عليه ألا) يخاف نيابة عن الشعب، وعلى حسابه، لأن الشعب الإيراني صامد أمام الأعداء، ولو لم يقاوم لما بقي أثر من إيران». وشدد خامنئي على وجوب تنظيم «انتخابات نزيهة، يسودها الأمن» وتشهد «مشاركة واسعة تكون ذخراً للبلاد وصوناً لها». واتهم «وسائل إعلام معادية» بالسعي إلى «زعزعة الانتخابات»، مستدركاً أن «الشعب الإيراني سيواجه هذا الحراك العدائي، ببصيرته المعتادة وبوعيه الدائم، وسيحضر إلى صناديق الاقتراع بكل شوق». وحذر من «تركيز الأعداء على استغلال نقاط الضعف الاقتصادي، بهدف إخلال التوازن» في إيران، معتبراً أن ذلك يستدعي من المسؤولين «تعزيز دافعهم لتنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم، في تأمين فرص العمل والإنتاج، والسعي بجدية إلى حلّ المشكلات المعيشية للشعب». في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي أن المجلس كثّف جهوده لدرس أهلية الذين سجّلوا ترشّحهم لانتخابات الرئاسة، علماً أن المهلة القانونية لذلك تنتهي اليوم، في حال الامتناع عن المطالبة بخمسة أيام إضافية، قبل إعلان لائحة بأسماء المرشحين الذين سيُسمح لهم بخوض الانتخابات المرتقبة في 19 أيار (مايو) المقبل. ونفى كدخدائي معلومات أفادت برفض أهلية الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، فيما فنّدت جبهة «بايداري» الموالية للمرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، تقارير أفادت بتأييدها المرشح الأصولي إبراهيم رئيسي، بعدما كانت أعلنت في بيان أمس دعمها له، إذ اعتبرته «الأصلح والأفضل» بين المرشحين، لافتة إلى «التزامه الثوري والعقيدي». ويعكف التياران الإصلاحي والأصولي على وضع اللائحة النهائية للمرشحين لانتخابات المجلس البلدي لطهران، والتي تُنظم بالتزامن مع انتخابات الرئاسة. ويعمل التياران لوضع لائحة موحدة تتيح الفوز بكل المقاعد، إذ يجهد الإصلاحيون لكي يرأس لائحتهم محسن هاشمي، نجل الرئيس الراحل لمجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، فيما يُرجّح أن يرأس اللائحة الأصولية النائب مهدي جمران. لكن قراراً أصدره مجلس صيانة الدستور برفض أهلية المرشحين من الأقليات الدينية، لخوض الانتخابات البلدية، أثار احتجاجات لتعارضه مع حقوق المواطنة التي أكد عليها القانون. وكان المجلس أصدر قراراً الثلثاء، منع ترشّح اتباع الأقليات الدينية، وهم المسيحيون واليهود والزرادشتيون، في المدن التي يشكّلون فيها أقلية عددية، فيما سُمح لهم بالترشح في المدن التي يشكّلون فيها غالبية. وقال النائب اسفنديار اختياري، ممثل الزرادشتيين في مجلس الشورى (البرلمان)، انه ناقش الأمر مع رئيس البرلمان علي لاريجاني الذي ناشد مجلس صيانة الدستور، المشرف على الانتخابات، العمل وفق القانون، لا بحسب المباني الفقهية لأعضائه.
مشاركة :