الإعلام والأعمال قطاعان لهما دور كبير في حياة ونمو وتطور أي بلد. بينهما قواسم ومنافع مشتركة، وعليهما مسؤوليات كبيرة في خدمة كافة شرائح المجتمع، والسؤال: هل نرى في واقعنا صورة متكاملة، ولو جزئيا، لتعاون مشترك بين الإعلام والأعمال ؟ الإعلام يحركه دافع البحث عن تقديم منتج يحقق التطلعات ويخدم في الوقت نفسه رجال الأعمال ويُعرّف بمنتجهم ويروج له لدى كافة المستفيدين والمستهلكين. الأعمال ورجالاته يبحثون من جانبهم عن أسهل الطرق وأكثرها فعالية للتعريف بمنتجهم وميزاته، وبالتالي تحقيق معدلات بيع مرتفعة تعود عليهم بالربح المنشود. تم مؤخرا في مدينة الرياض عقد الملتقى الثاني لرجال الإعلام والأعمال، وقُدّمت خلاله العديد من الطروحات وأثيرت تساؤلات عن كيف يمكن لكل جانب أن يخدم الآخر، وبما يحقق المصالح المشتركة، وقد خرج الملتقى بتوصيات علّها ترى النور قريبا. رجل الإعلام ينظر إلى الموضوع من زاوية أن رجل الأعمال شريك استراتيجي ومطالب بالدعم في ظل الاشتراك في المسؤولية الاجتماعية، والمساعدة في تحمل تكاليف الانتاج الإعلامي التي تشهد ارتفاعا ملحوظا عاما بعد عام. وغالبية رجال الأعمال بدورهم لديهم القناعة بأن أقرب وأسرع الطرق للوصول إلى جيب المستهلك هو عبر تعريف الوسيلة الإعلامية بمنتجه على نطاق واسع. دعونا إذاً ننظر إلى كيف يمكن لنا أن نضع إطارا عمليا لعلاقة تكاملية بين (الإعلام والأعمال)؟ وقد وجدت ابتداء أن الأحرف بين الكلمتين متطابقة، ومن هنا سأتحدث عن اثنين منهما، الأول حرف ال (أ) وهو بداية لكلمة (أمانة) فرجل الأعمال مؤتمن على ما بين يديه من أموال ومشاريع بعضها للغير، وعليه أن يحسن الولاية والرعاية لها، كما أن رجل الإعلام يملك سلاح الكلمة والصورة وهو مؤتمن على كافة الشرائح، وعليه أن يدرك ما يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام من تأثير وما تحمله من مفردات تساهم بشكل كبير في تغيير الاتجاهات. أما الحرف (ع) فهو بداية لكلمة (علاقة) وهو الأمر الذي يجب أن يكون في أبهى صوره بين الإعلام والأعمال، وكلما توثقت هذه العلاقة وشملت قدرا أكبر من النشاط انعكس ذلك إيجابا على الساحة الإعلامية وعلى الوضع الاقتصادي عامة، وخاصة ما له علاقة بالمؤسسات التجارية الخدمية التي يستفيد منها نسبة كبيرة من السكان. في الإعلام، وخاصة التلفزيون، تزداد الحاجة يومياً إلى شراكات استراتيجية مع رجال الإعلام وما يمثلونه من مؤسسات وشركات ومصارف فعن طريقهم يمكن الوصول إلى إنتاج أفضل ودعم ورعاية البرامج وتمويلها، وكثير من رجال الأعمال يدركون حاجتهم لمن يسلط الضوء على منتجهم ويتيح الفرصة لهم للحديث عن وجهات نظرهم ولكنهم لا يعرفون السبيل إلى ذلك. إنها علاقة تكاملية بين قطبين مهمين في حياتنا اليومية، ولكن لا بد أن يمد كل طرف يده للآخر لو أردنا لإعلامنا أن يتطور ولرجال أعمالنا أن يقولوا ما يختلج في أنفسهم، ويشرحوا ما يقدمونه من خدمات وجهود في سبيل تحقيق سبل العيش الرغد للناس كافة.
مشاركة :