كيف تكون عوناً للإرهاب دون علمك؟ - عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع

  • 10/11/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

على مدى سنوات طويلة حققت المملكة نجاحات مشرفّة في تصديها ومحاربتها للإرهاب بكل أشكاله، ومنذ بداية تصديها للإرهاب ونحن نشعر أننا في بلد آمن ولله الحمد تحرسنا رعاية الله، ومن ثم توفيقه لقيادتنا، ولكل متصدٍ للإرهاب مهما كان الدور الذي يقوم به. لا نشك أبدا في اليقظة وكامل الاستعداد لدى رجال الأمن في محاربتهم للإرهاب، وفي الوقت نفسه نُحيي جهود العلماء والمشايخ ورجال التربية والإعلام في التصدي للإرهاب وكشف مخططاته والتحذير منه، وكلها مساهمات تذكر فتشكر، ولكن لا يزال في الافق منافذ مفتوحة يمكن للإرهاب وشراذمته التسلل إلينا منها دون أن نعلم. معظم هذه المنافذ متعلقة بك أنت أيها المواطن وحياتك الأسرية والاجتماعية وبيئة العمل المحيطة بك. إذاً ما الذي يجب أن تحذر منه، والذي قد يكون عونا غير مباشر ولكن يستفيد منه الإرهابيون بطريقة أو بأخرى: أولاً: لا تسكت. أعلن التنديد والاستنكار واسرد التواريخ المشينة للفكر الضال في كل مكان. دع الإرهابيين يحسون بكبر حجم وعدد المعارضين لهم، وخاصة إذا كنت من الرموز المعروفة المؤثرة في الوسط الذي ترتبط به. رفع الصوت بالاستنكار يعني الاحباط لدى منفذي الجريمة والمخطط والداعم لها. مع الأسف نرى البعض يحجم حتى عن التفوه بأي شيء يشجب الإرهاب وأهله، وهو في مثل هذا الموقف (شيطان أخرس). ثانياً: لا تقلل من شأن الإرهاب. هناك قوى أجنبية ومخططات طويلة الأمد تنفذ عمليات وجرائم في كل مكان، وضد كل أحد. نفس الإرهاب طويل، وعليك أن تكون أطول نَفَساً منه. وسع نظرتك للمستقبل وادرس كل الاحتمالات، وسخّر كل جهودك ورؤيتك في المكان الذي تقيم فيه والعمل الذي تمارسه لكل ما فيه قمع الإرهاب واجتثاثه من جذوره ثالثا: لا تتردد. الضبابية في المواقف وتبني ما يمكن أن يقال عنه حيادية اسلوب يستفيد منه كل إرهابي. الضبابية تعني سهولة تغيير الفكر والاستمالة ولو بعد حين، واعلم أن الإرهابيين والدواعش يتحينون الفرص لاستمالتك إلى تيارهم في أقرب فرصة. قل: لا لكل عمل مشين واصدع بالحق واطرد بمواقفك الصريحة كل من يدور حولك ويحلم بأن تكون صيدا ثمينا له. رابعاً: لا تدعم. نحن بطبعنا شعب عطوف رحوم بدافع العقيدة التي تحث على مكارم الأخلاق. الوضع مع الإرهاب يختلف والعقل والمنطق يحتمان علينا تجفيف كل منابعه، ومن أهمها الدعم المادي. لا تدع حسن النوايا هو المعيار الوحيد الذي يحدد من تدعم ولمن تتصدق أو تتبرع. قبل أن تدخل يدك في جيبك لتدفع لشخص أو جمعية أو نشاط تحسس واجمع أكبر قدر من المعلومات فقد يكون من تبرعت له داعما للإرهاب. اسأل نفسك عن كميات الأموال التي يتم ضبطها في العمليات الأمنية من أين جاءت فهذا قد يساعدك في الإجابة عن سؤال: من أين لهم هذا؟ خامساً: لا تروج. يحرص المخططون والمنفذون للعمليات الإرهابية على توثيق ونشر كل عمل إرهابي يقومون به بما في ذلك نحر الأبرياء، ويحرصون أيضا على نشر تصريحات زعمائهم والمتعاطفين معهم، وهم يجدون بيئة خصبة في وسائل التواصل الاجتماعي. حين تصلك أي رسالة أو تسجيل من هذا النوع دع طرفيتك نهايته ولا ترسله لأحد. جفف هذا المنبع وساعد على تقزيم كل مخطط إعلامي إرهابي. مع الأسف نجد الكثيرين يسعدون باستعراض رسائل الإرهابيين ويذهبون أبعد من ذلك بجعلها (أوساما) للمغردين.

مشاركة :