بداية أهنئ القطب الوطني والسياسي مسلم البراك على خروجه من محبسه مرفوع الرأس، محاطاً بمؤيديه الشباب، وله مني ومن أمثالي كل الاحترام والتقدير، لأنه تحمل بشرف وزر ما قاله وما فعله، عكس ممن زينوا له ذلك الوزر ثم تبرأوا منه، وغابوا عن استقباله بأعذار واهية، ولعل أقنعتهم الكاذبة سقطت من عينيه كما سقطت من أعين الناس، فهؤلاء رأوا في أبو حمود جسراً ساروا عليه وسلماً صعودا فوقه للوصول لمصالح وأطماع شخصية.وما كدر فرحتنا بخروج مسلم هو إصراره على التصادم وعلو صوته وإعلاء سقف مطالباته حتى قبل أن يلتقي برفقاء دربه السياسيين، وبدأ بتوزيع الاتهامات والتهديدات كأنه لا يدري أن في غيابه عن الساحة تغيرت أمور وجدت أمور، وباع ناس المبادئ وغيروا المواقف، وأرجو أنه قد رأى ذلك في غياب مَنْ وثق بهم، وأن أكثر من حضروا لاستقباله هم من الرموز الوطنية التي وإن غابت عن الساحة السياسية لم يغب عنها الوفاء للوطن والوطنيين عن ضمائرهم.كررت كثيراً أن الإصلاح لا يبدأ إلا بالمصالحة والبدء من جديد، والتدرج في المطالب والمرونة في الطرح، أما الانقلابات فلا تقود إلا لطريق الفشل، ولعل أولى الخطوات التي برأيي المتواضع مطلوبة اليوم من أبو حمود هي زيارة والد الجميع سمو الأمير حفظه الله ورعاه كنوع من الاعتذار، لأن ما قيل إساءة في حقه ومخالفة للقانون والدستور.ولتكون يا أبا حمود ضمير الأمة حقاً حاول توحيد صفوف الأمة حقاً ولا تفرقها إلى شيعاً وأفراداً، ولا تبدأ بتوزيع صكوك الوطنية، وشهادة التجريم، فالوطن ليس معهداً أنت عميده، بل هو شعب ومكان وتاريخ مترابط لكل مواطن فيه حقوق مثلما فيه واجبات، ومَنْ يحدد المجرم أو البريء هو الدستور وليس القرب من أحد.
مشاركة :