نذر مواجهة يلوح في الأفق بين كركوك وبغداد، عقب قيام الحشد الشعبي بإنزال العلم الكردي من على مقر حزب جلال طالباني، تزامناً مع تصعيد في لهجة الحكومة العراقية على لسان رئيسها حيدر العبادي، الذي خير كركوك بين العلم الكردي والموازنة. وقال مصدر مسؤول في مجلس محافظة كركوك، إن العبادي أمر بإيقاف صرف الموازنة التشغيلية للمحافظة، ما لم تتراجع عن قرار رفع علم كردستان على المباني الحكومية. وأضاف المصدر أن مفاوضات واجتماعات مكثفة يعقدها أعضاء مجلس محافظة كركوك مع المحافظ نجم الدين كريم، من أجل إقناع الأطراف التي قررت رفع علم كردستان على كافة المباني الحكومية في محافظة كركوك، بالتراجع عن هذا القرار. وكشف المصدر عن إرسال العبادي مندوباً إلى كركوك، في زيارة سرية لم يعلن عنها لإبلاغهم بقراره إيقاف صرف الموازنة التشغيلية كخطوة أولى، مهدداً بعزمه إيقاف صرف الرواتب للشهر الجاري، في حال لم يتم إنزال العلم الكردي من كافة مباني كركوك. انتقادات لاذعة في هذه الأجواء الملتهبة، وجه محافظ كركوك، نجم الدين كريم، انتقادات لاذعة للحكومة العراقية، مشيراً إلى أن «احتياجات المحافظة كثيرة، ولم يُقدم لها أي دعم من قبل بغداد، ونحن لن نقبل بهذا». وقال كريم، في كلمة ألقاها بمناسبة مراسم الاحتفال بالعيد الـ 119 للصحافة الكردية، إن «كركوك اليوم تتحمل أعباءً كثيرة بعد دخول أكثر من نصف مليون نازح إليها، وهناك مناطق محررة منذ أكثر من سنتين ونصف من داعش لكن النازحين لم تتم أعادتهم إليها». وأضاف أن «أهالي كركوك يعانون من مصاعب جمة، وهم يتقاسمون الكهرباء والماء والطرق والمدارس والأدوية والمستشفيات مع النازحين، لكن لصبر الكركوكيين حدوداً». وطالب محافظ كركوك، الحكومة العراقية «باتخاذ خطوات إعادة النازحين إلى مناطقهم بأقرب وقت، وإنهاء الطائفية الديموغرافية، وإعادة هؤلاء الناس إلى مناطقهم». من جانب آخر، أفاد مصدر مطلع بأن لواء 30 في الحشد الشعبي، أقدم على إنزال علم كردستان من على مقر الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في ناحية برطلة شرقي مدينة الموصل. وقال المصدر، إن الاتحاد، وبعد تحرير برطلة من قبضة داعش، أعاد افتتاح مقره هناك، لكنّ قوات اللواء 30 بالحشد الشعبي، الذي يشرف عليه النائب عن كتلة بدر حنين، قد اقتحمت المقر وأنزلت العلم الكردستاني من فوقه، غير أن مسؤول مقر الاتحاد في الموصل، هلو بنجويني، نفى الحادثة.