أبوظبي ـ أكد عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية أنّ الأدب العربي تمكّن من خلال برنامج "شاعر المليون" و"أمير الشعراء" من استعادة مجده والمحافظة على مكانته، وبذلك أدخلت البرامج التلفزيونية الشعر التقليدي عصر الإعلام الحديث وأعادته إلى زمنه الذهبي. واليوم فإنّ دولة الإمارات تفتح أبوابها لتحتضن على أرضها الطيبة جميع المواهب الأدبية والعلمية من مختلف أنحاء العالم، لأنّ العلم والثقافة هما المعيار الحقيقي الذي يعكس صورة أية أمة، وبدون عقول المُبدعين وقلوبهم لا يمكننا الخروج بالصورة التي عزمنا على رسمها. وهو ما ينسجم مع "برنامج تنمية المواهب" الذي أطلقه مؤخراً الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بتوجيهات ومتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. وأكد المزروعي أنّ هذه المبادرة الرائدة تهدف إلى اكتشاف مواهب الناشئة، وإطلاق الطاقات القادرة على المُساهمة في الإنتاج الثقافي والفني، وبما يتناسب مع الصورة الحضارية المشرقة لأبوظبي ودولة الإمارات. ولقد شهدت البرامج الشعرية الفريدة التي أطلقتها أبوظبي خلال 10 سنوات (منذ الموسم 2006-2007) نجاحا منقطع النظير، وتابعها مشاهدون بالملايين من مختلف أنحاء العالم، ووصل الشعر إلى كل بيت عربي. ونال الشعراء ما يستحقونه من اهتمام إعلامي غير مسبوق، وتابعتهم أيضاً الصحافة الغربية بشكل ملفت. وذلك في ظل هيمنة البرامج غير الهادفة على عدد كبير من الفضائيات العربية. واليوم فإنّ 521 شاعرا ً (تراوحت أعمارهم بين 18 - 45 سنة) لم تتوفر لهم من قبل منابر إعلامية مناسبة تُتيح ظهورهم - استطاعت أبوظبي تقديهم لعشاق الشعر العربي وأضحوا نجوما ً في سماء الإعلام، منهم 336 شاعرا ً من 17 دولة عربية في برنامج شاعر المليون منذ عام 2006، و 185 شاعراً من 21 دولة في برنامج أمير الشعراء منذ عام 2007. وذكر المزروعي أنّ من بين هؤلاء الشعراء الموهوبين 50 شاعراً مُبدعاً من دولة الإمارات (42 شاعراً إماراتياً في برنامج شاعر المليون، و8 شعراء إماراتيين في برنامج أمير الشعراء)، ونحن نفخر في أبوظبي أننا كنا الوسيلة التي عملت على اكتشافهم. وقد حصدت دولة الإمارات لقب "أمير الشعراء" في الموسم الأول (من أصل 7 مواسم) بفضل شاعرها المعروف كريم معتوق. كما حصدت لقب "شاعر المليون" في الموسم الخامس بفضل شاعرها المتألق راشد أحمد الرميثي، وفي الموسم السادس بفضل شاعرها المتميز سيف سالم المنصوري، وذلك من أصل 7 مواسم، لتحصل الإمارات بذلك على 3 ألقاب من أصل 14 لقباً تنافس عليها مئات الشعراء العرب في كل من "أمير الشعراء" و "شاعر المليون". وأكد عيسى المزروعي أنّ هذه البرامج تمنح الفرصة لأي مُبدع للمشاركة على أساس موهبته الفردية، كما تعطي المشاهدين الحق في التصويت الأمر الذي يعني تطوراً جذرياً في التقاليد الجماهيرية العربية. ولم يكن لهذا النجاح المُبهر أن يتحقق لولا الدعم اللامحدود للشعر والأدب والثقافة من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والذي يوجهنا بشكل دائم لتقديم كل وسائل الدعم للثقافة والأدب والشعر، في إطار استراتيجية إمارة أبوظبي لحماية هويتها الوطنية. هذا بالإضافة إلى العوامل المرتبطة بالجانب الإعلامي والترويجي المتميز، والطريقة التي تم بها تنفيذ البرنامج، علاوة على متانة الأسس التي قام عليها البرنامج من الناحية الفنية والعلمية الموضوعية، ووجود لجان تحكيم خبيرة تتمتع بمصداقية كبيرة في العالم العربي. ورأى باحثون جامعيون بأنّ هذه البرامج التلفزيونية الثقافية يجب أن تستمر ويتم دعمها كونها تعمل على تأصيل ثقافتنا وموروثنا الأدبي في نفوس المراهقين والمراهقات، حتى لا ينشغلوا بمتابعة برامج مُستنسخة من الإعلام الغربي بما لا يتناسب مع المجتمع العربي.
مشاركة :