دبي:محمدو لحبيباحتضنت ندوة الثقافة والعلوم في مقرها في دبي أمس الأول، محاضرة تحت عنوان «صحافة الكتب في الغرب تاريخ طويل..فرنسا نموذجاً»، بحضور محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، إضافة إلى حضور جمهور ثقافي متنوع.ألقى المحاضرة الكاتب السوري الدكتور محمد مخلوف والذي يعيش في فرنسا، رئيس تحرير مجلة قراءات، وأدار المحاضرة الإعلامي حسين درويش. بدأ المحاضر بتعريف صحافة الكتاب، حيث قال إنها تلك الصحافة التي تعنى بالكتاب وتتقصى أخبار وأحداث عالم النشر والكتب والفاعلين فيه، وبيّن مخلوف أن صحافة الكتاب أصبحت ذات أهمية كبيرة في العمل الصحفي في الغرب منذ أواسط القرن الماضي، حيث ظهرت مجموعة من الدوريات المتخصصة في الكتب وعوالمها، وأصبحت هذه الدوريات باستمرارها طوال عقود عدّة، وبمساهمة كبار النقاد والكتّاب في قراءة الكتب وعرضها فيها، علامات فارقة في ميدان العمل الصحفي وأطراً بارزة للنقاش الفكري في مجالها. وتناول مخلوف بعد ذلك أهم المطبوعات المتخصصة بالكتاب في الصحافة اليومية المكتوبة في الغرب عموما، وفي الولايات المتحدة وبريطانيا خاصة، وذكر في هذا الإطار عدة تجارب، من بينها مجلة نيويورك للكتب التي تأسست عام 1963 والتي نالت مصداقية وسمعة كبيرتين، مما حدا بصحف مثل الواشنطن بوست والغارديان إلى وصفها بعدة أوصاف، من قبيل أنها «المجلة الفكرية الأولى في العالم الناطق باللغة الإنجليزية».وكرّس محمد مخلوف الحديث بعد ذلك للصحافة المخصصة للكتاب في فرنسا، وملاحق الكتب التي صدرت منذ عقود طويلة في الصحف الفرنسية الوطنية الثلاث: لوموند، و لوفيغارو وليبراسيون، وقال إن المثال الأكثر تجسيداً لمكانة الكتب في المشهد الصحفي الفرنسي هو ملحق الكتب في صحيفة لوفيغارو الذي ظهر لأول مرة سنة 1946 وما زال مستمراً حتى الآن، حيث يصدر صباح كل خميس، وساهم في هذا الملحق أدباء فرنسيون كبار مثل فرانسوا مورياك عضو الأكاديمية الفرنسية، والحائز جائزة نوبل للآداب سنة 1952، واندريه جيد، وبول كلوديل وبرنار بيفو.وأوضح مخلوف أن الاهتمام بملاحق الكتب وقراءاتها لم يقتصر على الصحف الوطنية الثلاث الآنفة الذكر، بل هناك ملاحق للكتب في المجلات الفرنسية الأسبوعية الكبرى الأخرى مثل «لوبوان والاكسبريس ونوفيل أوبسرفاتور وماريان»، إضافة إلى وجود دوريات متخصصة حصرياً في صحافة الكتب، وعلى رأسها دورية «لير» الشهرية التي تأسست سنة 1975.وناقش المحاضر أيضا نشاطات دور النشر في مجال صحافة الكتاب، وعلاقة ذلك بالجوائز الأدبية في فرنسا، وأعطى إحصائية تبين بوضوح كيف تسهم صحافة الكتاب في زيادة مبيعات دور النشر، وكيف تنقذ الجوائز التي تأتي على إثر عرض الكتب في صحافتها المتخصصة بعض دور النشر من الإفلاس وتنهض بها من جديد.وعقّب محمد المر على المحاضرة فأبرز أهمية صحافة الكتب ودورها في صناعة الوعي، وشدد على أنها تقليد معروف في الصحافة العربية، لكنه ما زال ضعيفاً، ولا يحظى بالاهتمام الكافي من حيث تخصيص الكوادر المؤهلة أدبياً ونقدياً له.وأشاد المر بدور الإمارات العربية وجهودها المتواصلة في دعم الكتاب وتشجيع القراءة عن طريق سن القوانين وتخصيص المهرجانات لذلك.وفي ختام المحاضرة كرّم علي عبيد الهاملي الدكتور محمد مخلوف.
مشاركة :