فرنسا تحمل قوات الأسد المسؤولية عن هجوم خان شيخون

  • 4/27/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

خلص تقرير للاستخبارات الفرنسية إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد نفذت هجوماً بغاز السارين في شمال سورية في الرابع من نيسان (أبريل) الجاري، بناء على أوامر الأسد أو حاشيته المقربة. وأسفر الهجوم على بلدة خان شيخون عن مقتل العشرات، ودفع الولايات المتحدة إلى شن ضربة صاروخية على قاعدة جوية سورية في أول هجوم أميركي مباشر على الحكومة السورية. وجاء التقرير الفرنسي في ست صفحات وشاركت في إعداده أجهزة الجيش والاستخبارات. وذكر أنه استند إلى عينات من موقع الهجوم وعينة دم من أحد الضحايا، مشيراً إلى أن من بين العناصر التي ظهرت في العينات مادة «الهيكسامين»، وهي سمة مميزة للسارين الذي تنتجه الحكومة السورية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت للصحافيين بعدما رفع نتائج التقرير إلى مجلس الوزراء: «نعرف من مصدر موثوق أن عملية تصنيع العينات المأخوذة تضاهي الأسلوب المستخدم في المختبرات السورية». وتابع أن «هذه الطريقة هي بصمة النظام وهي ما يتيح لنا تحديد المسؤول عن الهجوم. نحن نعرف لأننا احتفظنا بعينات من هجمات سابقة واستطعنا استخدامها للمقارنة». وذكر التقرير أن النتائج تضاهي نتائج عينات حصلت عليها الاستخبارات الفرنسية، منها قذيفة لم تنفجر، من هجوم شهدته مدينة سراقب في 29 نيسان (أبريل) 2013 واتهمت قوى غربية حكومة الأسد بتنفيذه. وقال إن «عملية الإنتاج هذه طورها مركز الدراسات والبحوث العلمية في سورية من أجل النظام». وكانت سورية وافقت في أيلول (سبتمبر) 2013 على تفكيك برنامجها للأسلحة الكيماوية بالكامل، بموجب اتفاق تفاوضت عليه مع الولايات المتحدة وروسيا بعد مقتل مئات في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق. وجاء في التقرير أن هناك «شكوكاً خطرة بما يتعلق بدقة تفكيك الترسانة الكيماوية السورية واستكمالها وصدقها». وأورد التقرير أن حوالى 140 هجوماً يشتبه في تنفيذه بالأسلحة الكيماوية في سورية منذ 2012. وقال إن أجهزة الاستخبارات تعلم أن طائرة حربية من طراز «سوخوي 22» تابعة إلى الحكومة السورية نفذت ست ضربت في خان شيخون في الرابع من نيسان، وإن العينات التي استخلصت من الأرض تضاهي مواد مقذوف محمول جواً يحمل ذخيرة مغلفة بالسارين. وأشار التقرير إلى أن الجماعات المتشددة في المنطقة ليس لديها القدرة على شن مثل هذا الهجوم، مبيناً أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ليس له وجود في المنطقة. وقال إن «الاستخبارات الفرنسية تعتقد أن أمر استخدام أسلحة كيماوية لا يمكن أن يصدر إلا عن بشار الأسد أو بعض أفراد دائرته الأكثر نفوذاً». وشدد التقرير على أنه لا يمكن «التعويل» على ما قاله الأسد في مقابلة مع «وكالة الأنباء الفرنسية» (أ ف ب) في 13 نيسان الجاري أن الهجوم «مفبرك مئة في المئة» في ضوء تدفق أعداد كبيرة من المصابين والقتلى في فترة زمنية قصيرة إلى مستشفيات سورية وتركية، فضلاً عن ظهور أعداد كبيرة من الصور على الإنترنت لأشخاص يعانون أعراض استنشاق غاز سام. وكان الأسد نفى في لقاء صحافي آخر استخدام حكومته لأسلحة كيماوية في أي وقت من الأوقات. وقالت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» في 19 نيسان إن السارين أو مادة سامة محظورة أخرى استخدمت في خان شيخون. ومن جهتها، قالت روسيا إن الغاز انطلق نتيجة ضربة جوية على موقع لتخزين الغاز السام تسيطر عليه المعارضة. وقال الناطق باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال عن التقرير الفرنسي، إن «الكرملين يعتقد كما كان يعتقد من قبل أن السبيل الوحيد إلى معرفة حقيقة ما حدث في إدلب هو إجراء تحقيق دولي محايد. ونشعر بالأسف لأن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تعرقل حتى الآن إجراء مثل هذا التحقيق». وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي كبير إن باريس أحالت التقرير إلى شركائها وستواصل السعي إلى إجراء تحقيق. وأضاف أن «هناك مجهود دعائي من جانب روسيا لقول إن عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ليس محل ثقة».

مشاركة :