حمَّل تقرير أرسل إلى مجلس الأمن أمس (الخميس) الحكومة السورية المسؤولية عن هجوم كيماوي على بلدة خان شيخون الواقعة تحت سيطرة المعارضة والذي أودى بحياة العشرات في نيسان (أبريل) الماضي. يأتي ذلك تزامناً مع إعلان بدء جولة جديدة من محادثات السلام الهادفة لإنهاء النزاع السوري في جنيف اعتباراً من 28 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وتأكيد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قرب انتهاء عهد أسرة الأسد في سورية. وذكر التقرير الذي أعدته آلية التحقيق المشتركة التي شكلتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن «الجمهورية العربية السورية مسؤولة عن إطلاق غاز السارين على خان شيخون في الرابع من نيسان 2017». ونتيجة للهجوم نفذت الولايات المتحدة ضربة صاروخية على قاعدة جوية سورية قالت واشنطن إنها استخدمت في شن الهجوم بالغاز السام. وقالت نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة في بيان «مرة أخرى نرى تأكيداً مستقلاً لاستخدام نظام الأسد الأسلحة الكيماوية». وأضافت «يجب أن يبعث مجلس الأمن الدولي برسالة قوية مفادها أنه لا تهاون مع استخدام أي طرف للأسلحة الكيماوية ويجب أن يقدم دعمه الكامل للمحققين المحايدين». وحمل التقرير تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المسؤولية عن استخدام غاز الخردل في بلدة أم حوش في 15 و16 أيلول (سبتمبر) العام 2016. وكان مجلس الأمن الدولي أنشأ آلية التحقيق المشتركة بالإجماع في العام 2015 وجدد تفويضها لعام آخر في 2016. وينتهي تفويضها في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر). واستخدمت روسيا حق النقض (فيتو) الثلثاء ضد مقترح لتمديد التفويض. ومن جهته، قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا هذا الأسبوع إن موسكو ستدرس إعادة النظر في تمديد التفويض بعد مناقشة تقرير اليوم. وقال التقرير «استمرار استخدام الأسلحة الكيماوية بما في ذلك من جانب أطراف غير حكومية مثير للقلق بشدة». وأضاف «إذا لم يتوقف هذا الاستخدام الآن على رغم الحظر الذي يفرضه المجتمع الدولي فإن غياب العواقب سيشجع الآخرين على القيام بذلك». وتوصلت آلية العمل المشتركة بالفعل إلى أن القوات الحكومية السورية مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز الكلور في الأعوام 2014 و2015. ووافقت سورية على تدمير أسلحتها الكيماوية في العام 2013 بموجب اتفاق أبرم بوساطة روسيا والولايات المتحدة. ونفت الحكومة السورية مراراً استخدام الأسلحة الكيماوية خلال الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من ستة أعوام. من جهة ثانية، قال تيلرسون للصحافيين في جنيف آخر محطة من جولة له استمرت أسبوعاً: «تريد الولايات المتحدة سورية كاملة وموحدة لا دور لبشار الأسد في حكمها»، موضحاً أن «عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته. القضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك». وتابع: «السبب الوحيد في نجاح قوات الأسد في تحويل دفة الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات هو الدعم الجوي الذي تلقته من روسيا، مؤكداً أنه لا ينبغي أن ينسب الفضل إلى إيران في هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لأن طهران مجرد «متطفل». وقال مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا إن الجولة الجديدة من محادثات جنيف تبدأ اعتباراً من 28 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بعد اجتماع يعقد الأسبوع المقبل في آستانة عاصمة كازاخستان بين روسيا وإيران وتركيا.
مشاركة :