الأخ الكريم مسلم البراك بعد خروجك من السجن الذي قضيت فيه مدة عامين بسبب إدانتك من القضاء، لا يسعني إلا أن أقول لك الحمدلله على السلامة، وكما يقول الأخوة المصريون للخارج من السجن: «كفارة يا معلّم».الأخ الكريم مسلّم... بعد عامين قضيتهما وحيداً في السجن، بلا خِطابات وبلا ندوات، وبلا جماهير وبلا حزب وبلا حشد وبلا تجمعات، وبلا تصفيق وبلا هتافات وبلا شعارات وبلا لافتات، وبلا كاميرات تصوير وبلا ميكروفونات وبلا صوّر، وبلا تويتر وبلا فيسبوك وبلا سناب شات، يفترض أنك عرفت وذقت وتعلمت وجربت الفرق الكبير بين ما كنت عليه كسياسي قبل السجن، وما أصبحت عليه كسياسي وأنت في السجن، حيث عشت في التجربة الأولى، صخب السياسة وتعبها والانشغال بها وما أرستك عليه، وأما التجربة الثانية فعزلتك عن ذلك الصخب والتعب السياسي إلى الوحدة والفراغ ومراجعة حساباتك بدقة، ما بين ما كنت عليه وما وصلت إليه في سجنك، وهذا لك كان درسا كبيرا في مادته، وطويلا في مدته، وعظيما في هدفه.الأخ الكريم مسلّم، إن لغة الغضب ولغة التهديد والوعيد ولغة الغلط والسب، هي لغات مبتورة لا قيمة لها في ميزان العقلاء أمثالك، كما أن أوضاع البلاد تحتاج للهدوء، والشعب يحتاج للتلاحم، وجبهتنا الوطنية في هذا الوقت بالتحديد تحتاج أن تظهر أمام أعدائنا قوية متماسكة متينة، وليس هناك من مجال أبداً أن يُثار ويُشحن الشارع الكويتي سياسياً من جديد وتعود البلاد في نزاع وشقاق بين من يؤيدك وبين من لا يؤيدك. ومن يصف نفسه بالوطني وبالضمير يفترض أن تكون دعواه وأوصافه هذه موجودة فيه بحق، لا مجرد ادعاءات وشعارات جوفاء تُستخدم للمصالح الشخصية والأجندات المخفية، لذا عليه أن يبرهن على صدقه ومحبته لوطنه في البعد عن كل ما يعرضها للفتن والمشاكل، ويعرض كذلك شبابها للسجن والبهدلة في القضايا والسجون.الأخ الكريم مسلّم، عليك أن تنتبه جيداً، أن كل الخطابات التي ألقيتها، ومن كتبها لك، والجماهير التي هتفت وصفقت بحماس لك، وكل من ساهم في نشر ندواتك في سائر مختلف مواقع وبرامج الانترنت، كان جميعهم خارج أسوار السجن في حين كنت أنت في داخله تقضي عقوبة الحبس، لذا انتبه جيداً: لا يدفعك الحماس، ولا يغُرنك تصفيق الحشود، ولا تنخدع ببعض الوجوه السياسية من حولك، والكيّس من دان نفسه، ووقف على خطئه، وعرف أين خلله، وسعى لإصلاح ذاته.halrawie@gmail.com
مشاركة :