اعتقد أن النائب السابق مسلم البراك، وصل إلى مرحلة النضج السياسي، وخطابه بعد أن خرج من السجن كان هيناً ليناً بعكس ما توقع الكثيرون، حتى أن الرجل بادر إلى الإصلاح السياسي ووحدة الصف تحت راية صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، ليقطع دابر الأفاكين والمتمصلحين.كان خطاب من العقل إلى العقل، كما أسماه، وبرأيي أن مسلم راجع نفسه في كل المواقف السياسية، وقد أقر بأنه كان خاطئاً في بعض المواقف من دون تسميتها. ومن الجميل في خطابه أنه لا يتردد لحظة في مد يد العون للحكومة متى ما سعت للإصلاح. وهنا أطالب وبقوة بأن تكون هناك مصالحة وطنية شاملة يبادر لها السيد مرزوق الغانم بحكم منصبه رئيساً لمجلس الأمة، والكويت اليوم بحاجة ماسة للتهدئة ووحدة الصف، فالأخطار الإقليمية كثيرة.مسلم البراك وغيره من المعارضين السياسيين في بلدي الكويت، لا يوجهون حكومة ولا يديرون مؤسسة، وكل همهم أن تعمل الحكومة على تطبيق القانون بعدالة وسواسية بين الناس وألا يكون هناك تمايز... هم يريدون تطهيرا للمؤسسات الفاسدة ويريدون أن تحافظ الحكومة على أموال البلد داخلياً وخارجياً. واستغرب من الحكومة عدم تطبيقها لما سبق وكأنها تعطي هؤلاء المعارضين الفرصة للتكسب وأخذ دور البطولة. الحقيقة أن الحكومة غير قادرة على الاستقلال بقرارها التنفيذي، وهناك الكثير من المتنفذين الذين يؤثرون على القرار الحكومي والشواهد كثيرة.اليوم المعارضة تمد يد التعاون للحكومة عبر «ضميرها» مسلم البراك، فهل ترد الحكومة التحية بأحسن منها أم ما زالت مترددة؟ كما أن الحكومة اليوم تملك فرصة ذهبية لتتطهر من جميع ذنوبها عبر مصالحة وطنية شاملة تكفل عودة الجناسي وإسقاط جميع القضايا عن الشباب، ومنها أيضاً يتخلص سمو الرئيس من شبح الاستجوابات المقدمة له في مجلس الأمة...ليس هناك رابح أو خاسر سوى الوطن ولنعمل جميعاً على رفعته وتطوره وازدهاره، وهذا لا يكون الإ عبر خطة تنمية واقعية التطبيق وأن يُشرك بها الشباب.إضاءة:سياسة التغاضي عن الفساد هنا أو هناك، وسياسة التعيين بالبراشوت لا تصنع وطنا محصنا من المخاطر، ولكنها تخلق بيئة هشة وضعيفة تطير مع أول نفحة هواء.meshal-alfraaj@hotmail.com
مشاركة :