المعارك بين قبيلة الترابين وداعش تعزز المخاوف من فوضى شاملة بسيناء بقلم: هشام النجار

  • 5/1/2017
  • 00:00
  • 49
  • 0
  • 0
news-picture

معطيات كثيرة تشير إلى أن الوضع في سيناء قد يعاود الاشتعال، بعد وجود نوايا للاقتتال بين القبائل وداعش.العرب هشام النجار [نُشر في 2017/05/01، العدد: 10619، ص(2)]معاناة مستمرة القاهرة – تعقد قيادات عسكرية بالجيش المصري اجتماعات مع رموز لعدد من القبائل في سيناء، لإقناعهم بالتخلي عن رغبتهم في المواجهة المسلحة مع التنظيمات التكفيرية. وقالت مصادر أمنية لـ“العرب” إن اللقاء المتوقع انعقاده قريبا يرمي إلى حصر المواجهة المسلحة في قوات الجيش والشرطة لكسر شوكة التنظيم الإرهابي تماما، ومنع حدوث المزيد من الفوضى في سيناء. وتشير معطيات كثيرة إلى أن الوضع في سيناء قد يعاود الاشتعال، بعد وجود نوايا للاقتتال بين القبائل وداعش، إثر قيام قبيلة الترابين، بإصدار بيان عنها مساء السبت وجهت فيه نداء إلى جميع القبائل لمواجهة العناصر المسلحة. وخلّف البيان ردود فعل متباينة، وحذر البعض من سيناريوهات حرب أهلية، عقب اشتباك مسلح بين قبيلة الترابين وأفراد التنظيم أوقع قتلى ومصابين من الجانبين. وأبدى مراقبون تخوفا من تطور المواجهة إلى اقتتال بين القبائل، بسبب نجاح التنظيمات المتطرفة بسيناء في استقطاب شباب من بعض القبائل. وحذر خبراء عسكريون من تهاون أجهزة الأمن مع دعوات القبائل إلى قتال داعش، لما يسببه هذا التطور من فتح جبهة صراع مسلح من الصعب غلقها بسهولة، بما يمهد للفوضى وبداية حرب أهلية بسيناء. ودعت قبيلة الترابين باقي القبائل إلى التوحد ومواجهة خطر الإرهاب، بعد اشتباكات نشبت مؤخرا بين أفراد من القبيلة وعناصر تكفيرية في منطقة “البرث” جنوبي رفح وقد سقط ضحيتها قتلى ومصابين. وتقوم علاقة القبائل في شمال سيناء على روابط “الدين والوطن والدم”، وتعتبر أنه حان الوقت للوقوف “صفًا واحدًا أمام تنظيم داعش الذي لا يرحم شيخًا ولا شابًا”. وحسب إحصائيات غير رسمية، قتل داعش نحو 400 بدوي من القبائل خلال السنوات الثلاث الأخيرة. ودعت قبيلة الترابين حكماء القبائل في سيناء إلى تشكيل خلية مشتركة لإدارة الأزمة “لرأب أي صدع يتسلل إلى عمق وجودهم”. وأبدى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، رفضا لتشكيل لجان شعبية من القبائل للمشاركة في مواجهة التكفيريين. وفسر باحثون أسباب الصراع والاشتباك المسلح المتقطع بين الترابين وداعش بأن التنظيم يسعى للاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها القبيلة ليتخذها مركزا لنفوذه، وهي تمتد بين ساحل البحر المتوسط ووسط سيناء، بداية من مدينة الشيخ زويد مرورًا بالعريش وحتى حدود منطقة بئر العبد. ويرى مراقبون أن دخول قبائل أخرى في صراع مسلح مع العناصر المسلحة وارد بقوة، لأن هذه التنظيمات تسعى إلى تقديم نفسها كقوة ليست فقط متمردة على الدولة والقانون، إنما فوق القبائل وأعرافها.

مشاركة :