المحرر الأدبي.. ذلك المجهول صانع الذهب

  • 5/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

محمد عبدالسميع (أبوظبي) ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب الدورة 27، أقيمت أمس الأول بقاعة الملتقى جلسة حوارية بعنوان «المحرر الأدبي الجناح الغائب في صناعة النشر»، شارك فيها: الروائي محمد ربيع، الروائية والناشرة رشا الأمير، الناقد فخري صالح. وأدارها الناشر شريف بكر. وطرحت الجلسة تساؤلات عدة: ما دور المحرر الأدبي في صناعة النشر؟ وما الذي يستدعي وجود المحرر؟ وما الوسائل التي تضمن الحد الأدنى للمواصفات الإبداعية في الكتاب؟ وهل نعاني من عدم توفر المحرر الأدبي المناسب؟ وما وظيفته، وما قيمتها في تطوير جودة الكتاب؟ وهل هناك فرق بين كتّاب تم تحريره وآخر غير محرر؟ وما علاقة المحرر الأدبي بالمؤلف وبالناشر؟ أشارت رشا الأمير إلى أن المحرر الأدبي مهنة في الغرب أيسر مما هي في الشرق، وأضافت: «هي مهنة لترويج الجيد وليس للسيئ. والتحرير الأدبي ينطوي على المعرفة والأخلاق والمسؤولية، ومهمة المحرر الأدبي بالمعنى النبيل تستدعي مقولات الصدق الفني والثقافة الأدبية، والمهنة من وجهة نظري تحويل النص من تراب إلى ذهب، فالكتاب غير المحرر لن تستمتع بقراءته، والعكس صحيح. فالمحرر الأدبي ليس شخصاً هامشياً، وهنا أشير إلى أن الكاتبة الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب، الأميركية توني موريسون بدأت حياتها الإبداعية كمحررة أدبية. وأكدت على ضرورة وجود المحرر الذي يمتلك أدواته الفنية، وأن عملية الطباعة والنشر تستدعي مفردات منها: المصحح، والمحرر الأدبي. وأضافت: غالبية دور النشر يوجد لديها محرر أدبي، ولكني أيضاً أتساءل: كيف يتطور الأدب العربي دون إنشاء هذه الوظيفة (المحرر الأدبي في دور النشر). وقال محمد ربيع: المحرر الأدبي دوره تبيان مدى قابلية النص الأدبي للنشر، سواء بالرفض أو اقتراح الحذف والإضافة، وتحرير النص من الإطالة، ويجب أن يتمتع بثقافة في مجاله، تؤمن له الاعتراف، وتمده بصوت نقدي لا يمكن رفضه. فعلى سبيل المثال قصيدة الأرض الخراب لـ«ت. س. إليوت» حذف المحرر نصفها بعد مناقشته ولم يعترض، وهذا مثال يحتذى به. وأضاف: «التحرير هو أن تصنع كتاباً مقروءاً للقارئ وليس تغييره وفق عقيدة أو فكر». وقال: «عندما أقرأ نصاً، تحكمني مجموعة من الاعتبارات في التعاطي معه لتقييمه، على رأسها اللغة، التي يجب أن تكون سليمة، والموضوع والأسلوب الذي يقدمه النص، وإذا كان النص أقل من المستوى المتوقع، وفق رأيي، أرفضه». وتابع: «مسألة مخيفة أن يتدخل مزاج المحرر في الموضوع الإبداعي، وهنا يبرز التساؤل المحوري: إلى أي حد يمكن أن يتدخل المحرر الأدبي في النص الإبداعي؟ وهذا يدفعنا للتفكير ما إذا كان عمل المحرر الأدبي إبداعياً أم أنه مجرد وظيفة يمكن أن يقوم بها شخص ما يتحلى بقدر من الثقافة». وأشار فخري صالح إلى أن الكاتب ليس معصوماً من الأخطاء، فأحياناً يسهو ويجب على المحرر تصحيح ما قد يسهو عنه الكاتب، وعلى الكاتب أن يكون مبدعاً، والمحرر يشتغل على النص وإذا كان النص ضعيفاً على المحرر أن ينبه الكاتب ويقترح عليه إعادة كتابة النص وتعديله، وعلى الأديب أن يعترف بدور المحرر، وعلى المحرر والأديب معاً أن يحترما عقل القارئ، وأن يعترفا بشيء يتعلق بموضوعية وصدق وشفافية الرسالة الأدبية. وأضاف: «هناك نوع من الالتباس بين مدير النشر والمحرر الأدبي، فأحياناً كثيرة يخلط بينهما ودور كليهما مختلف تماماً عن الآخر».

مشاركة :