يوسف أبولوز الإمارات سبّاقة دائماً إلى الأفكار والمبادرات الجديدة والأولى من نوعها في العالم، ووراء ذلك عقول متفتحة، ومتابعة علمية لما يحدث في المؤسسات الثقافية والكيانات العاملة في حقل إنتاج المعرفة.الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي مؤسسة ورئيسة «جمعية الناشرين الإماراتيين» كشفت عن تحضير الجمعية لتأسيس أول مركز لحقوق النسخ في الإمارات وفي المنطقة، والمبادرة جديدة وسبّاقة، ويعرف الوسط النشري العربي والعالمي الكيفية التي تعمل وتفكر بها الشيخة بدور، وهي كيفية علمية عملية بالدرجة الأولى تستند إلى ثقافتها أولاً وجديتها في العمل الثقافي الذي يؤدي إلى إنتاج معرفي تعتز به الإمارات.مركز لحقوق النسخ رافد على درجة كبيرة من الأهمية نحو مصلحة النشر وصناعة الكتاب في الإمارات، وهنا نضع في المقدمة مدينة الشارقة للنشر، الأولى أيضاً في الإمارات وفي المنطقة، ونضع في المقدمة أيضاً، إنجازات «جمعية الناشرين الإماراتيين»، التي حازت ثقة واحترام مؤسسات النشر الكبرى في العالم في وقت قياسي مثل اتحاد الناشرين العرب واتحاد الناشرين العالمي، ودائماً نقول تعليقاً على هذه الإنجازات الحضارية الإماراتية، إن وراءها عقولاً شابة محبة في العمق للثقافة، ووراء هذه الإنجازات أيضاً تاريخ ثقافي كانت بدايته مع قيام المؤسسات والكيانات الثقافية في الدولة منذ السبعينات وحتى اليوم.نقول هنا إن منتدى أبوظبي للنشر يطرح في حواراته وأوراق العمل المشاركة فيه قضايا نشرية تخصصية، ولكن في الجوهر دائماً ثمة ما هو ثقافي، وثمة ما هو معرفي، وكل ذلك يأتي في سياق التوجه المبدئي للإمارات نحو مستقبل الثقافة، ومستقبل صناعة النشر وما يتفرع عن هذه الصناعة من قنوات هي دائماً في موضع القراءة والبحث والاقتراحات الجديدة.. مثل الحقوق الفكرية والمادية والمعنوية للمؤلف، ومثل قنوات التوزيع والقرصنة وثقافة القراءة، والمشاريع التي من شأنها أن تعزز الإنتاج الفكري والمعرفي.في الإطار نفسه، أيضاً، كان لافتاً ما طرح في مداولات منتدى أبوظبي للنشر بخصوص مطالبات ناشرين أو عاملين في قطاع صناعة الكتاب بالمحرر الأدبي، وهو عنصر غائب أو غير مكرّس في دور النشر العربية، أو أن القليل القليل من دور النشر ألحقت المحرر الأدبي إلى آليات عملها التخصصي.نضيف هنا أن الكثير من دور النشر العالمية المرموقة والمهنية؛ بل كلها تعتبر عمل المحرر الأدبي عملاً حيوياً في صناعة الكتاب في حدود صلاحياته وتدخلاته في المادة موضوع النشر، أي أن عمل المحرر الأدبي على درجة عالية من الدقة؛ بل هناك من يراقب ويتابع هذا العمل.إذا كانت تجربة المحرر الأدبي جديدة في قطاعنا النشري العربي، فهذا يتطلب بالضرورة، الاستفادة المباشرة من تجربة الغرب في صناعة الكتاب، ومرة ثانية الانتباه إلى صلاحياته وحدوده وتدخلاته.. كي لا يموت المؤلف على يد المحرر.. أو يصبح هذا المحرر هو المؤلف الغامض غير المرئي.. ولا اسم له على الغلاف. yabolouz@gmail.com
مشاركة :