يبدو العنوان مستفزًا بعض الشيء.. أكد الدكتور علي الزهراني أن هناك علاقة ارتباط بين ضعف تقدير الذات والتحرش الجنسي، وحينما قام بدراسة ذلك على عينة قوامها (822) حالة من الجنسين من طلبة الجامعات، حيث توصل إلى أن حالات التي تعرضت للتحرش الجنسي في الطفولة، كان لديها انخفاض في تقدير الذات!. تتفاقم المشكلة حينما تهون الأسرة أو البيت تصرفاتهم العفوية ويُصرون على تجاهلها وكتمانها وإبقائها في دائرة الظلام! وقد يواجه من يُحاول تسليط الضوء عليها باللوم والعتب والتهويل ونزع الحياء! بمنتهى العفوية يخرج الأب من غرفته وملابسه قصيرة وشفافة وقد كشف بعض عورته، وفي أثناء جلوسه انكشف جزءً من عورته المغلظة، ثم نقول مابال الطفل يُخرجُ جزءً من عورته أمام الناس! تستحم الأم طفلتها الصغيرة وباب دورة المياه مفتوحة والطفل الأكبر يُشاهد يد الأم تُقلب في ذلك الجسد الصغير، وبعد تكرار لهذه العملية نجد الطفل الأكبر يعبثُ بعفوية في جسد الصغيرة! تَظْهر الأم بملابس خاصة للزوج أمام الطفل أو الطفلة الفطن المدرك فيقلدان ذلك في لباسهما ويصران شراء الملابس القصيرة والشفافة تقليدًا لصورة التي تتكرر أمامهم! يهرب الطفل الصغير من دورات المياه وهو عارٍ ويتجول بحرية في البيت والأم تلاحقه والوالدان يتبادلان الضحكات والطفل الأكبر يُشاهد هذا الإقرار الضمني الذي يشرعن حرية الركض دون ملابس! يُشاهد الوالدانِ أحد المسلسلات الساخنة فيتبادلان أبطال المسلسل القُبلات والطفلُ يشاهد! دون أن تتغير شاشة التلفاز! وفي مخيلتهم بأنه لا يفهم! ويؤكد الدكتور علي الزهراني الاستشاري النفسي أن الإحصاءات تؤكد أن 70 % من حالات التحرش الجنسي تأتي على شكل مؤشرات، لو وعاها الطفل وأهله لتم تجنب التحرش بالكلية. نُسلّم الأجهزة الذكية لدى أطفالنا وفيها ألعاب خادشة للحياء، مثل تنسيق الملابس الداخلية أو التسابق على خلع الملابس أو السخرية بالستر والحشمة. نسترسلُ في حديثٍ جانبي عن مسلسلٍ ما وكأننا نوهم الطفل بمجموعة من الرموز التي نعتقد بأنه لا يفهمها، ثم ندرك بعد حين بأنه سبقنا بالفهم والوعي بل يُصحح أحيانًا! في دراسة للدكتور عبد الله بن محمد الرشيد بيّن أن 69,7 % من ملفات جوالات المراهقين في المملكة العربية السعودية هي ملفات إباحية. يستسلم الطفل أمام بعض القنوات الكرتونية التي تحثه على اللمس والغمز والتغنج للجنس الآخر بإيحاءات إبراز العورة أو التساهل في الستر والعفاف. إن تكرار هذه السلوكيات والإيماءات ونحوها تجعل عقل الطفل لا يميز بين الواقع الافتراضي والواقع المعاش، فسرعان مايتشرب تلك المواقف، مما يجعلها ترسخ في ذهنه وتصبح أمرًا مألوفًا. إن الانغماس والتوغل في العفوية توصلنا إلى الغفلة والسذاجة. تنمية جانب الستر والحشمة والعفاف والانتباه الذكي لأي سلوك عفوي يعمله الوالدين داخل البيت يساهم بشكلٍ كبير على اكتساب أطفالنا العادات الحميدة والقيم الأصيلة التي تنشأ بالحوار والتربية الصامتة.
مشاركة :