غياب الرقابة الأسرية على الألعاب الإلكترونية يهدد مستقبل أبنائنا

  • 5/3/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حذر مواطنون ومختصون من غياب الوعي لدى بعض أولياء الأمور بطبيعة بعض الألعاب الإلكترونية، وعدم الاهتمام بالمخاطر التي يمكن أن تصيب أبناءنا من استخدام الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي بدون رقابة، ولا متابعة من الآباء. وشددوا على ضرورة رفع الوعي عند الوالدين بأهمية اطلاعهم على الألعاب التي يقضي الأبناء وقتهم في لعبها على الشبكة العنكبوتية، مشيرين إلى أن متابعة الأطفال في هذه المرحلة يشكل عاملاً مهماً في حمايتهم، والتقليل من التهديدات والمخاطر التي قد يتعرضون لها، من محاولات الاستقطاب والتجنيد عن طريق الشبكة العنكبوتية، أو مخاطر التحرش عبر الألعاب الإلكترونية. وقالوا إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (8 - 16) عاماً، يتصرفون بشكل مختلف جداً أثناء تواجدهم على الإنترنت، ويحاولون ممارسة حريتهم بشكل أكبر بعيداً عن أنظار الآباء، كما أنهم يكشفون عن الكثير من المعلومات الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يتظاهرون بأنهم أكبر من أعمارهم الحقيقية، ولا يكتفون بذلك بل يحاولون أيضاً الدخول إلى المحتوى الرقمي غير الملائم لأعمارهم مما يجعلهم عرضة للمخاطر. وأكدوا أنه أمام هذا الخطر يتطلب قيام كل جهة بدورها في هذا الصدد للحفاظ على النشء، مع ضرورة تكامل الجهود وتوحيدها بين الجهات المسؤولة عن حماية الطفل لوقايته من كل ما قد يهدده، والعمل على إيجاد برامج تقنية تسهل على الأسر ضبط محتوى ما يتعرض له أبناؤها، ومتابعتهم خلال تعاملهم مع الإنترنت حفاظاً عليهم من متربصي الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل، مع ضرورة تأمين شبكة إنترنت سليمة خالية من أي محتوى إباحي، أو سلوكيات منحرفة، أو مواد تستهدف إفساد عقول، وأخلاق الصغار. الملا: على الأهل تعليم الطفل الأسلوب الأمثل لاستخدام الإنترنت قال سلطان الملا يتم استدراج الأطفال بواسطة الألعاب أون لاين متعددة اللاعبين الموجودة على الأجهزة الكفية التي تحتوي على شات كتابي أو صوتي، وأيضاً اللوحية، وحتى الكمبيوتر وبالأخص تلك التي يكون بها شراء أو دفع نقاط؛ حيث يحتاج اللاعب لهذه النقاط لتطوير لعبته فيقوم المستدرج بتقديم نقاط، أو شراء نقاط لإغراء الطفل، مضيفاً أن المستدرِج قد ينتظر وقتاً طويلاً ويقوم بمحاولات عدة حتى يحصل على ما يريد من ضحيته، فيجب على الأهالي التنبه لأبنائهم بتحديد وقت مشاركتهم الجلوس واللعب، أو متابعتهم بواسطة تطبيقات المراقبة التي من خلالها تستطيع مراقبة جهاز الطفل، والتحكم به دون علمهم، كذلك يجب على ولي الأمر أن يحد من وصول الإنترنت لجهاز الطفل، وإغلاق المواقع الإباحية والمواقع التي يرى أنها خطرة من خلال حجبها من الجهاز نفسه، والحد من صلاحية الدخول للمواقع. وأوضح أن هناك تطبيقات رسمية صممت خصيصاً من قبل بعض الشركات مستهدفة فئة الأطفال، وكذلك بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي أصدرت نسخة خاصة للأطفال، ومن خلالها يستطيع الوالدان تحديد عمر الطفل حتى يتناسب التطبيق مع مستواه العمري، وبغض النظر عن كل ما سبق، فليعلم الأهالي أن الحماية الحقيقية هي مراقبة الطفل باستمرار إذا كان جهازه متصلاً بالإنترنت؛ لأنه لا توجد حماية كاملة من خلال التقنية، وليعلم الجاني أنه من الممكن تعقبه أمنياً في التقنيات الحديثة، وجمع كافة الأدلة عنه حتى لو كان خارج الدولة. وذكر أن التصرف الصحيح عند التعرض لمثل هذه المشاكل هو تقديم بلاغ جرائم إلكترونية، مضيفاً أنه يجب على الأهالي الجلوس مع الطفل، وتعليمه كيفية استخدام الإنترنت بالشكل الصحيح، وبيان مخاطره ومراقبة الحوار بينه وبين أصدقائه، والأهم من ذلك تحذيره من إضافة الأشخاص المجهولين، وملاحظة سلوك طفلهم بعد استخدامه للإنترنت، فإن طرأت عليه تغيرات، أو سلوكيات غريبة يجب فوراً التدخل ومناقشته، وليعلم الأهالي أن الجهات المعنية على أتم الاستعداد لتلقي البلاغ والعمل على أي قضية بسرية تامة، فيجب على من تعرض طفله لهذه المشكلة ألاّ يتردد في الإبلاغ ليرد الضرر عن ابنه وعن غيره. القحطاني: إهمال الأسرة خطر كبير قال أحمد القحطاني إن هذه الجرائم تنتشر بسبب الانفتاح الكبير على العالم من خلال الجهاز المحمول؛ حيث هناك أشخاص متفرغون لنشر مثل هذه الظواهر بلا مبالاة، أو اكتراث، ويطلع على هذه المنشورات الجميع، وتجد الأب والأطفال في منزل واحد يتصفّحون كل المواقع، كلّ على حدة بفضل هذا المحمول، وأصبح الجميع يقضي وقته على هذا الجهاز، ويمر عليه الطيّب والخبيث. وأشار إلى أن السبب في هذا كله يرجع إلى إهمال الأسر للأطفال دون مراقبة، وهم يحملون هذه الأجهزة، ويتصفحون كل المواقع، وقد يدخل عليهم أشخاص بأفكار خطيرة، مؤكداً أن هذا خطر عظيم، ويجب على الأسر عدم إهمال الأطفال دون مراقبة، وللأسف الكثير لا يتعاملون كما ينبغي مع العنوان الإلكتروني من خلال المحافظة على أرقام الأطفال وأفراد الأسرة؛ حيث نجد أن الأسرة عليها دور كبير جداً في الحفاظ على الطفل في البيت، وكذلك المدرسة يقع عليها عبء كبير في بث الوعي من خلال مناهج توعوية توجه طلابنا إلى مخاطر هذه الأجهزة حتى لا يكون صيداً سهلاً للمتربصين. أم نواف: أنقذت ابني من خطر وشيك تحكى أم نواف عن تجربة تعرضت لها شخصياً مع ولدها؛ حيث تقول تعرضت لتجربة كان هناك خطر وشيك على ابني من جراء تركه على الإنترنت دون مراقبة، لكن ولله الحمد تداركت الأمر فبعد مرور شهرين من تلبيتي لرغبة ابني في شراء «بلاي ستيشن» للعب مع أقرانه، تنبهت لخطر وشيك؛ حيث أخبرني ابني البالغ من العمر أربعة عشر عاماً أنه يلعب مع صديقه وليد في لعبة أون لاين، لكن لم يخطر على بالي بأن صديقه هو شخص مجهول. وأضافت دخلت على ابني يوماً وهو يلعب على الإنترنت، وسمعت صوت رجل يطلب منه إدارة الكاميرا كي يرى ما يحيط به، حين سألت ابني: من هذا؟ قال: هذا صديقي وليد، وبعد أن وجهت بعض الأسئلة للشخص المجهول أبدى ارتباكه قائلاً إن عمره ثلاثة عشر عاماً، وأهله غير موجودين بالمنزل ولم أقتنع بذلك؛ لأن صوته يبدو كشخص بالغ فقمت بتفقد الملف الخاص به على الإنترنت، ووجدت صورته يبدو في الخامسة والعشرين من عمره كما أن له محادثات سابقة مع ابني يحاول استدراجه من خلال إقناعه بمشاركته الموقع الخاص به؛ كي يأتي إليه، ولم أعلم ما هو التصرف المناسب؛ وخوفاً على ابني قمت بإغلاق الجهاز ووضعه بعيداً، وحرمان ابني من اللعب به.;

مشاركة :