حتى تظل شعلة التميز متقدة

  • 5/3/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجامعة الأمير نورة بنت عبدالرحمن بالرياض، هو مستشفى جامعي، صحيح، ولكنه ليس كالمستشفيات الجامعية الأخرى. وهذا الحكم تسنده جملة دفوعات يلحظها ويلمسها المتابع منذ بدايات التأسيس، ومراحل الإعداد للافتتاح. فمن جانب تخلع البنية التحتية والتصاميم الهندسية صفة التميز على هذا المرفق الطبي. فقد تم تصميم المستشفى على طراز عالٍ ليكون المبنى من أساسيات "التشافي بالتصميم"، وهو أحد أبرز وأحدث الطرق العلاجية الحديثة. كما أن المستشفى يحمل رؤية طموحة في أن يكون النموذج الذي يحتذى مع توجه جاد لتحقيق إستراتيجيته التي تركز على المريض والمتدرب في آن واحد. وفضلاً عن ذلك فإن المستشفى قد استبق مرحلة الافتتاح بإقامة شراكات نوعية، وتنظيم مؤتمرات طبية لعل أهمها، المؤتمر الذي ناقش تطلعات المرضى، وضرورة أن يجعل من المريض شريكاً وليس متلقياً سلبياً لما يقدم له من علاج. وعلى كثرة ما يمكن الاستدلال به على تفرد مستشفى الملك عبدالله الجامعي، فإن ما أريد التوقف عنده بصورة أساسية في هذا التناول، هو انتهاج المستشفى "فلسفة مراكز التميز"، وتأسيس ثلاثة مراكز طبية، هي: مركز التميز في صحة المرأة، ومركز التميز في صحة اليافعين، ومركز التميز لنمو الطفل وتطوره. فهذا النهج يطبع التوجه العلاجي للمستشفى في هذه المجالات بالتفرد الحقيقي. فهذه المراكز التي تقوم على خلاصات الأبحاث الطبية، والخبرات الواسعة توفر المعرفة التخصصية، وبالتالي العلاج المتقدم لشرائح مجتمعية مهمة، بل أساسية.. فالمراكز الثلاثة تقوم على فكرة محورية قوامها الاهتمام الاستثنائي بصحة المرأة، ومن المرأة يتفرع الاهتمام بالطفولة بمختلف مراحلها، المبكرة واليافعين. وبهذا التوجه التخصصي سيصبح مستشفى الملك عبدالله الجامعي مرجعية في كل ما يعني صحة المرأة: بحثياً ووقائياً علاجياً. وتتكامل مع هذا التوجه رؤية جامعة الأميرة نورة نفسها، التي تولي المرأة ذات العناية القصوى، ومن ذلك اختيار "صحة المرأة" موضوعا لجائزة "الريادة في أبحاث العلوم الصحية"، "تأكيد على الالتزام بتمكين المرأة وتنميتها، ولأن تجربة المرأة في الصحة والمرض تختلف عن الرجل نظرا لظروفها البيولوجية والاجتماعية والسلوكية الفريدة". وهذا التوجه المتكامل بجملته يصب في روافد "رؤية 2030"، التي تفسح مساحة واسعة للمرأة تنميتها صحياً، وإيجاد فرص عمل مناسبة لها. إن هذه الرؤى الطموحة والخطط بشأن مراكز التميز الثلاثة، بالتركيز الخاص على المرأة، تحتاج للكثير من الجهود والعمل، فلو مضت الأمور بذات الحماسة التي واكبت التأسيس والافتتاح -وهو ما نأمله إن شاء الله- فإننا سنكون أمام فتح جديد وكبير في الاهتمام بصحة المرأة، خاصة وأن المستشفى يقع في جامعة لأمهات المستقبل، كما أنه يغطي منطقة شاسعة من شمال شرق مدينة الرياض، ويكاد يكون المستشفى الوحيد في هذه الناحية.

مشاركة :