عبدالله النغيمشي: العريفي جود السوق ولا جود البضاعة والبريك لا يعرف ماذا يريد والبليهي لا يوزع

  • 5/16/2014
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

في أثناء تجهيزي هذه الأسئلة سألت يوسف أبالخيل عنك قال:النغيمشي كان من (مطاوعة بريدة اللي يروعون) وهالحين (ليبرالي ونص). تعليقك؟ - صحيح أني كنت مطوعا و(سروري) كمان. وزعم أستاذنا يوسف أني (مطوع يروع) فلعل ذلك يدل على هيبة أهل الإيمان. أما أني (ليبرالي ونص) فهذا غير صحيح لأنه لا توجد لدينا ليبرالية حقيقية حتى أعتنقها. صف لنا (اللحظة) التي قررت فيها أو منها إغلاق باب (التشدد) وفتح باب(الانفتاح)؟ - لحظة تحولي عن الصحوة تعني عندي لحظة تجاوز تجربة عمرية (عمرية فكرياً وسنياً) حيث دخلت في مرحلة الأسئلة والحيرة التي عادة ماتكون خلف التحول عن المشيمات الضيقة ذات البعد الذهني الأحادي، ولا تنس أن الأيديولوجيات لا تحترم العقل وصاحبه. بعد هذا التحول ما الذي أغراك للغوص في بحار (الفكر) دون سواه؟ - أساس انخراطي في الصحوة لم يكن بحثاً عن التدين فأنا كعامة المجتمع متدين فطرياً وإنما كنت أبحث عن المعرفة خاصة أن الساحة حينها لم تكن فيها خيارات ثقافية تشمل الشباب غيرالصحوة، في النهاية وجدت أنني استنفدت الصحوة ووجدتني عالقاً معرفياً وذهنياً ونفسياً، وذلك ما جعلني أذهب إلى العالم الذي يستوعبني ويحترم خياراتي البشرية والذهنية. عندما يقول لك أحدهم: اتق الله، ألا تخاف الله؟ نسأل الله السلامة،. ماذا تقول له؟ - مع الأيام وجدت أنني أستوعب مثل هذه اللغة وأنها صادرة من ذوات مكررة ومأسورة وذلك ماجعلني أتعاطى معها بعفوية ورحمة،أقول ذلك بكل صدقية لأنني كنت أماهيهم يوماً (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم). في مقالك (تعالوا إلى كلمة سواء... شيعة وسنة) قلت: تعالوا معي لحظات مع رجواي ونجواي، لقارئي أن ينخرط في مقالتي من دون ضمنيات عقائدية راسخة رسوخ اللاهوتيات، ومن دون(توجس) أو (تحسس). بنظرك لماذا هذا التوجس وهذ التحسس؟ - لأن السني والشيعي لحظة السجال يكونان في أدنى درجات العقل والقيم، ذلك أن أبناء هاتين الطائفتين يتعبدون بالتكاره والشك المتبادل بدعم من السياسي ورجل الدين. في مقالك (عن الشهادة في سبيل الله) قلت: لن أسأل عن أبناء الدعاة التعبويين، وكيف لم يزفوهم إلى الحور العين، وفضلوا عليهم «عيال الناس»؟ فذلك سؤال تكرر كثيراً. إنني أسأل الوعي الاجتماعي، متى سيدرك أن كثيراً من الدعاة «تجار دم»، مثالهم مثال تجار السلاح، وغيرهم من تجار «سوق الموت السوداء». لماذا اتهمت (عيال الناس) بهذه الاتهام؟ - عيال الناس لا بواكي لهم وعيال الدعاة تشملهم رحمة آبائهم الذين لا يشعرون بالثكالى. يقول العرعور عيالي يجاهدون بالآلة الإعلامية ما شاء الله عليهم وجهادهم الناعم. بعد أن قرأت مقالك السابق وسمعت داود الشريان يقول (يا العريفي ويا العرعور تبا لكما) لاحظت أن الدعاة بدأوا يتلقون سيلا من الشتائم والسباب والنقد والنكت شبيها بما يتلقاه اللاعب والفنان والكاتب. السبب برأيك؟ - ارتفعت ورقة التوت عن الدعاة وذلك من إيجابيات الثورة السورية الكاشفة التي مزقت ستائر الدعاة التمويهية وكمل ذلك صراع التيارات الجهادية التي فضحت عبث الدعاة. قلت أنت ذات مرة: طيف المثقفين لا يمتلك أن يجاري حاملي الخطاب الديني في التأثير والحضانة المعرفية واحتواء السواد، بسبب المسافة الثقافية التي تباعد ما بينهم والعامة، يضاف إلى ذلك القطيعة والهالة التي صنعها المثقفون حول ذواتهم. طيب ما الحل؟ - الفوضى الفكرية الخلاقة في السعودية ستحسم الحالة الثقافية وهي خير من هذين الخيارين الباليين (المتعاليين). يقول محمد المحمود: كلما رأيت شابا تستثيره الأسئلة، ولا تقف المقدسات الوهمية عقبة في طريق تساؤلاته المتمردة على موروثه؛ أيقنت أننا رغم كل شيء نسير إلى خير. ماذا عنك؟ - أتفق مع الأستاذ محمد نسبياً لكنني مع التعقل والتأسيس. يقول محمد البريدي: كلما رأى الكاتب نفسه في درجة أعلى من القارئ؛ احتجنا إلى مصحات أكبر وأوسع. تعليقك؟ - الكاتب العربي سريعاً ما يدخل في حالة البارانويا أو الميقالومونيا البئيسة . يعجز الكاتب العربي أن يتفهم دوره الأخلاقي والمعرفي الوسيط وأنه ضمن المجتمع لا فوقه. متى تقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)؟ - عندما أخرج عن ذاتي التي أحببتها وألفتها. هناك مثقفون يريدون فرض (حرية الفكر) فأين حرية الفكر في هذا الفرض؟ - الحرية عند المثقف العربي تعني المقاس الذي حاكه من خلال مخياله النرجسي وليس غير ذلك. المثقف العربي يماهي الديني/ السياسي العربي في الشعور السلطوي الشمولي التبخيسي. قلت ذات مرة: المخرجات الدعوية للداعية تكون متلازمة عادة مع بنيته النفسية والذهنية فغير السوي ينتج لغة دعوية غير سوية، لغة توازي حالته النفسية والذهنية. كيف عرفت ذلك؟ - من خلال تاريخي الصحوي وما بعده لمست ذلك من كثير من الدينيين الذين سترتهم أردية الدين وسترت هيافتهم وضحالتهم وتخلفهم النفسي والذهني وساعد على هذا الستر الجماهير المستلبة اللاهثة خلف خطابهم المزينة لضلالهم. من هم المنبهرون في هذا الزمان؟ - الكل منبهر الكل مشدوه الكل حائر. لماذا كانت (الحياة) منبر نشرك؟ - الحياة عشقي مذ كنت صحوياً. ما الشيء المعيب في الوسط (الثقافي)؟ - الوسط الثقافي يعتمد على المناكفة لا على الإبداع بمعنى أنه يتجه للإثارة لا الإثراء. صور هؤلاء بكلمات مختزلة: عدنان إبراهيم: -حرك المياه الراكدة مع تحفظي على لغته الوثوقية الجاذبة الطاردة. إبراهيم البليهي: -شخصية تمتلك التحريض المعرفي لكنها لا توزعه. محمد العريفي: -جود السوق ولا جود البضاعة. سعد البريك: - لا يدري ماذا يريد!!. قال الله عز وجل (هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يوفكون) على من تنطبق هذه الآية الكريمة هذه الأيام في نظرك؟ - على من يستهين باستقرار الوطن لحساب هويته الضيقة. يقول جون ستيوارت ميل: تعلمت البحث عن سعادتي بالتحكُّم في رغباتي لا بمحاولة تحقيقها. أنت ماذا تعلمت؟ - تعلمت ألا أطارد خيط دخان وأن أعيش نفسي كل لحظة. التفكير هم كبير أو راحة عظيمة. بماذا تفكر الآن؟ - أن أعيش بعفوية وألاحق عشقي في الحياة. ماذا تنتظر من المستقبل أن يمنحك؟ - المستقبل ظرف فارغ لست أنتظر منه إلا ما انتظر من ذاتي. بدر العامر يقول: الليبراليون السعوديون إمّا منبهرون حضارياً من الغرب، أو رجيع الصحوة الإسلامية. إذا سلمت بما قال، أنت من أي (الأصناف)؟ - مع احترامي للأخ بدر، تعميمه على كل الليبراليين يشي ببساطته وشموليته الصحوية التي لا تمتلك غير اختزال المختلف. المرحلة التي نعيشها الآن كيف تصفها؟ - فراغ وتوجس. المجتمع السعودي إلى أين يسير بنظرك؟ - نحو ثورة معرفية أو نحو المجهول. طيب تخيل أن المجتمع السعودي ينصت لك، ماذا ستقول له؟ - الاستقرار الوطني إذا رحل لا يعود. الانغماس في المتاهات الفكرية وتعقيداتها الكثيرة. ما نتيجته الحتمية؟ - لا متاهات في الفكر. الفكر لا يأتي إلا بخير لأنه يواجه العقل والعقل سيفرز بالنهاية. ما أجمل ما سمعته من الشعر الشعبي؟ - قصيدة الأمير الشاعر عبدالله بن سبيل التي منها: (المهتوي طرد المها مايعنيه/ كنه على زل العجم بعديانه). بيت من الشعر يلخص رؤيتك للحياة؟ - بيت للشاعر صالح بن سند الحربي: لا صار ما تاخذ أمورك سياسات يصير عقلك والهبال متساوي ما الحكمة التي يعمل بها عبدالله النغيمشي؟ -أن تكون خاصة نفسي قبل عامة ما حولي (نفسي أولاً) فالكل حولي متحول وأنا الثابت الباقي مع ذاتي. ما الذي يشغلك الآن؟ - رغبة تأسيس الوعي في المجتمع الذي يؤخذ نحو حكايات هامشية واستقطابات براقماتية. من (المفكر) السعودي الذي تشير إليه بسبابتك؟ - وقد كانوا إذا عدوا قليلا فقد صاروا أقل من القليل. الإجابة غير ممكنة. من هو (المثقف) الذي لا يتورع عن وضع إصبعه على الجرح؟ - تركي الحمد. ممن تخاف منه على المجتمع؟ - دعاة على أبواب الإرهاب والطائفية. متى يصبح الصمت لغتك؟ - حينما تسود لغة الجهل (لغة الدهماء).

مشاركة :