أقام الجناح السعودي المشارك بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب محاضرة "مؤسسات المعلومات.. وتطلعات جماهير المستفيدين"، وذلك ضمن الفعاليات التي يحييها الصالون الثقافي. وفي التفاصيل، قدم المحاضرة رئيس الجمعية السعودية للمكتبات والمعلومات أستاذ المعلومات بجامعة الملك سعود، الدكتور سعد الزهري، وأدارها مدير الشؤون الثقافية والمشرف على برامج الجناح، الدكتور محمد المسعودي. وبدأ الدكتور الزهري المحاضرة بأن هناك في المملكة العربية السعودية عددًا كبيرًا من مؤسسات المعلومات، بما فيها المكتبات ومراكز المعلومات ومراكز البحوث. وقد قامت هذه المؤسسات بأدوارها بدرجات مختلفة خلال العقود الماضية، واليوم من خلال التقدم الكبير في مجالي الاتصالات وتقنيات المعلومات فإن هذه المؤسسات مطالَبة بأن تدرس أوضاعها، وتستشرف مستقبلها؛ لتضمن استمراريتها، وتضمن مستقبلها. وبدأ الدكتور الزهري حديثه بالقول إنه في عام 1962 أحد العلماء المصريين اشتغل على بحث، وقال فيه إنه مع بداية العام 2000م لن يكون هناك مكان للمكتبات ولا للكتاب على الأرفف، وإنما سيكون هناك آلات وأزرار وأصوات وأجهزة فقط. وأضاف: صحيح أن هذا التنبؤ لم يتحقق كاملاً، لكن بالفعل المكتبات والكتاب تقلص دورهما. مشيرًا إلى المكتبات ودورها في السعودية، ومتسائلاً عن ماذا يمكن أن تكون عليه الثقافة بعد 15 سنة، فضلاً عن 50 سنة قادمة؟ مشيرًا إلى أن وزارة الإعلام في السعودية لديها 85 مكتبة، يجب الاستفادة منها بشكل كبير. وتابع الزهري: نحن نمر بمرحلتين، الأولى تمثل مرحلة الترقب ودراسة إلى أين نحن ذاهبون، والثانية مرحلة التحول أخيرًا. والتحول هنا "البشري" وليس التكنولوجي؛ فتطوير الإنسان أولاً، ثم التخطيط الاستراتيجي. وأكد الدكتور الزهري أنه إذا أرادت مؤسسات المعلومات أن تستمر وتزدهر فلا بد أن تنافس قوقل بكل ما يقدِّم من معلومات، التي قد تحتاج إلى تدقيق كبير. مشيرًا إلى أنه من المصلحة الاستراتيجية أن نوجد مجتمعًا معرفيًّا سليمًا، يستطيع أن يساهم في تنظيم المعلومات بدلاً من الفوضى المعلوماتية الموجودة اليوم. وأوضح أن السعودية ولجت عالم المكتبات في عام 1973م، وبحمد الله أضحت اليوم في الصدارة، وتمتلك كمًّا معلوماتيًّا هائلاً، لا مثيل له في المنطقة. وكشف المحاضر عن انعقاد مؤتمر في شهر محرم المقبل في السعودية عن (مؤسسات المعلومات في السعودية.. واقعها وتطلعاتها في ظل رؤية 2030م). بعد ذلك أتاح مدير الندوة الدكتور محمد المسعودي باب النقاش والمداخلة للحاضرين، وبدأها الملحق الثقافي مساعد الجراح بمراجعة فرض المواد الأساسية في الجامعات، وتقديم مادة "المكتبة أو المعلومات" كمتطلب إجباري رئيس لكل طالب جامعي في السعودية، أسوة بجامعات الدول المتقدمة التي تفرض هذه المادة على طلابها. كما تحدث الأكاديمي والكاتب الدكتور علي عبدالله موسى قائلاً: إن إهمال تدريس هذه المواد كمتطلب خرَّج لدينا أساتذة وأعضاء هيئة تدريس للأسف لا يستطيعون هم بأنفسهم التعامل مع المكتبات والمعلومات؛ وهذا خلق بالتالي ضَعفًا لدى طلابنا حتى في الدراسات العليا. وقام بعدها الملحق الثقافي مساعد الجراح بمعية الدكتور محمد المسعودي بتكريم الدكتور سعد الزهري.
مشاركة :