افتتح وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي منتدى «مستقبل التكنولوجيا والتعليم في الخليج 2017». ويشارك في المنتدى أكثر من 500 مشارك من داخل وخارج المملكة من المعنيين بقطاع التكنولوجيا والتعليم، وأكثر من 20 متحدثًا من الخليج والوطن وأمريكا وأوروبا وفعاليات محلية وإقليمية في مجالات التعليم والتكنولوجيا. وأكد النعيمي لدى الافتتاح أهمية أعمال هذا المنتدى التعليمي الخليجي، والذي يسلط الضوء على إحدى أبرز القضايا التعليمية الحيوية، والتي تعد في صلب اهتمامات وزارة التربية والتعليم ومحور من أهم محاور جهودها لتطوير التعليم وهي تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم والتعامل مع تحولاتها الأكثر حيوية، معربا عن سعادته بمشاركة هذه النخبة المرموقة من خبراء التعليم والتكنولوجيا من مختلف دول العالم. وأوضح الوزير أن عنوان هذا المنتدى هو «دور التحول الرقمي في التعليم»، ولقد عقدت خلال الفترة الماضية العديد من المنتديات والمؤتمرات التي تدور حول ذات المحور بعناوين مختلفة سواء داخل مملكة البحرين أو خارجها، وهذا يؤكد الدور المتعاظم لتكنولوجيا المعلومات والاتصال ليس في التعليم فحسب بل في جميع أوجه الحياة، وذلك بفضل ما وفرته التطورات التكنولوجية من إمكانيات تقنية هائلة أدت إلى تضاعف المعارف بمعدلات غير مسبوقة، وقد واكب ذلك تقدم مذهل في مجال تقنيات الاتصالات والمعلومات نفسها، مشيرا الى إن تحولات النموذج التربوي بحكم تأثير هذا التحول المعرفي والتقني والاتصال يشهد هو الآخر نقلات نوعية في الشكل والمضمون وأصبح هذا التطور يلغي حواجز الزمان والمكان، مردفا أن التعليم بات محكوما من حيث أهدافه ونتائجه وجدواه بمدى قدرته على الارتباط بالتحول الإلكترونية والاستفادة من إمكانياته. وأوضح انه وبتوجيهات ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى قامت الوزارة وفي وقت مبكر بإعداد وتنفيذ مشروع تعليمي طموح وهو مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل والذي تفضل جلالته بتدشينه في 18 يناير 2005، وعممته في العام 2009 على جميع المدارس بنجاح حتى أصبح الجانب التكنولوجي جزءا لا يتجزأ من العملية التعليمية في البحرين، ومكن من دمج المعلم والقيادة المدرسية والطالب وولي أمره في دائرة متصلة من التواصل والشراكة من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية. واشار وزير التربية الى ان الوزارة بذلك جهودا كبيرة للانتقال بالمؤسسات المدرسية من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني الشامل، إيمانا بالدور الإيجابي المؤثر للتقنية الرقمية في تحسين جودة التعليم والارتقاء بمخرجاته، ولقد تغير في مدارسنا الصورة والفضاء المدرسي بأكمله، وأعيد ترتيبه ليستوعب هذا التحول وتطورت مهام المعلم وجميع العاملين في المدرسة أصبحوا يسعون بكل جهد واهتمام للتمكن من وسائل التعامل مع هذا التحول وآليات وطرق التدريس وتطورت أدوات التعلم ووسائله داخل المجتمع المدرسي، فحلت السبورة الذكية محل السبورة التقليدية وبدأت الوسائل الإلكترونية والمواد والمناهج التعليمية الرقمية تحل بشكل سريع في مجال المناهج والمواد التعليمية الورقية. بدورها، ألقت الطالبة ريم أحمد من مدرسة الحد الإعدادية للبنات كلمةً باللغة الإنجليزية حول تجربة مدرستها في تطبيق مشروع التمكين الرقمي في التعليم، وما حققه المشروع من نقلة نوعية في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، من خلال التطبيقات والتقنيات الرقمية المتطورة التي أتاحها هذا المشروع للطلبة والتربويين العاملين في الميدان، والتي أضفت المزيد من التشويق والمتعة على عملية التعليم والتعلم. فيما قدم مارك شابان ممثل شركة مايكروسوفت عرضاً حول البرامج والتطبيقات الرقمية التي قامت الشركة بتطويرها، للارتقاء بجودة العملية التعليمية، وتعزيز دافعية الطلبة وإقبالهم على التحصيل الدراسي، ومنها برنامج «سكايب» لتنفيذ الدروس الافتراضية لطلبة من دول مختلفة، وتطبيق «مايني كرافت»، لربط التعلم الإلكتروني باللعب ومهارات العمل الجماعي. من جانبها، أكدت جيري بارتون مديرة مؤسسة المشاريع التعليمية الجديدة، من الولايات المتحدة الأمريكية، ضرورة تعزيز معايير الجودة والإبداع في مجال التعلم الإلكتروني، مشددةً على أن الاستثمار في هذا المجال هو استثمار في مستقبل الدول، باعتبار التعليم حجر الزاوية في بناء الإنسان القادر على العطاء بكفاءة في شتى المجالات. ثم قام الوزير بتوزيع الدروع والهدايا التذكارية على ممثلي الجهات المنظمة والداعمة للمنتدى، كما أهدى الوزير الدرع المقدم للوزارة إلى الطالبة التي ألقت كلمة خلال الحفل، تقديراً وتشجيعاً لها. بعدها، افتتح الوزير المعرض المصاحب للمنتدى، والذي شهد مشاركة عدد من المدارس المطبقة لمشروع التمكين الرقمي في التعليم، والتي استعرضت أبرز قصص نجاح طلبتها ومعلميها في تطبيق تقنيات التعلم الإلكتروني، ومنها المختبرات الافتراضية للعلوم والرياضيات، كما قدم مركز رعاية الطلبة الموهوبين جهوده في تعزيز إبداع الطلبة في مجال التقنية الرقمية، إضافةً إلى تقديم المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال لجهوده في تدريب التربويين محلياً وإقليمياً.
مشاركة :