شيماء المرزوقي منذ تمكّن جاليليو في عام 1609 من صنع منظار وتطويره، وتمكّنه بواسطته من تصحيح الكثير من النظريات المنتشرة في ذلك الزمن، مثل أن الأرض مركز الكون والشمس والكواكب تدور حولها، حيث شاهد من خلاله القمر وتضاريسه، والشمس وهي في حركتها الدائمة، ورصد المشتري وكواكبه، وغيرها الكثير من الحقائق العلمية في علم الفلك، عندها قام بتأليف كتاب عن نظرياته وما تمكّن من رصده وملاحظته، وجاء فيه أن الأرض عبارة عن كوكب صغير، يدور حول الشمس مع كواكب أخرى.ومن هنا كأنه قد فتح على نفسه أبواب الجحيم، حيث استفزت هذه الآراء بعض رجال الدين، لأن هذه الأفكار تتعارض مع ما جاء في «الكتاب المقدس». تمت محاكمته في عام 1632 وصدر حكم بمنع كتبه، وأجبر تحت التهديد بأن يعلن على الملأ بأن الأرض لا تتحرك، وقد أقر أمام سطوة الترهيب الذي تعرّض له بهذا، ويقال إنه بعد إقراره، ظل يهمس: «رغم هذا تدور». وضع في الإقامة الجبرية، حيث ظل في منزله حتى توفي في عام 1642، وفي كتابه الذي حمل عنوان: «ساجياتوري» قال: «الفلسفة في هذا الكتاب الكبير، كتاب الكون، وهو مفتوح لنا باستمرار، ولكن لا يمكننا فهم الكتاب، إذا لم نعرف اللغة التي كتب بها، ولم نحاول تعلم الحروف المستخدمة في كتابته، إنه مكتوب بلغة الرياضيات، ولغتها هي الدوائر، والمثلثات وأشكال أخرى هندسية، وبدونها فلا يستطيع الإنسان فهم حتى كلمة واحدة من الطبيعة والكون، وبدونها يضل الإنسان في دهليز كبير مظلم».منذ عام 1741 توالت اعترافات خجلة من الفاتيكان بالخطأ الجسيم والظلم الذي تعرّض له عالم كبير ومسالم ومؤمن مثل جاليليو، وصولاً إلى عام 2008 ، حيث أعلن عن وضع تمثال له داخل جدران الفاتيكان، وأشاد البابا بنديكتوس السادس عشر بمساهماته في علم الفلك والعلوم، وفي العام نفسه أتم الفاتيكان تصحيح الخطأ الجسيم والتاريخي، عندما أعلن إلغاء الحكم الذي صدر ضد جاليليو عام 1632، وهو ما يعني مضي 376 عاماً من الإدانة الظالمة إلى البراءة. Shaima.author@hotmail.comwww.shaimaalmarzooqi.com
مشاركة :